×
محافظة المنطقة الشرقية

احتجاجاً على تهميش دور الأندية ومقترحاتها الفيصلي يعلن انسحابة من رابطة الدوري السعودي للمحترفين ومن برنامج التراخيص الآسيوية

صورة الخبر

كنا إلى سنوات قليلة نحقق الاكتفاء الغذائي من القمح، وهذا بعد دعم الدولة بقروض وتمويل وشراء بأسعار تفوق السوق الدولية، وتحقق الاكتفاء الغذائي، وتحقق نشاط اقتصادي كبير وعمل للكثير من المزراعين، ولكن اكتشفنا أن «الماء» لدينا لا يكفي لسد حاجتنا من «الشرب» ناهيك عن الزراعة، وبدأت وزارة المياة والكهرباء مع الزراعة بحملة وقف زراعة القمح تدريجيا على مدى سنوات حتى نصل لوقفه نهائياً. سنتقبل هذا التوجه إن كان مبنياً على دراسة وإحصاء عن مصادر المياه التي تستخدم وهي مياه غير متجددة طبقا لما نقرأ. ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟ خسر المزراعون سواء الأراضي التي زرعت واصبحت بورا وخسروا الآليات المشتراة وخرجوا غالباً بديون وهذا موضوع آخر. ولكن توجه المزراعين إلى زراعة الأعلاف والنخيل. ومعروف بديهياً أن زراعة القمح لا تستهلك من المياه إلا مدة أربعة أشهر من السنة، وإن أكرمنا الله بغيث من السماء تقلصت السقاية إلى مدد أقل بكثير. فهي من أقل المزروعات «الغذائية» التي تستهلك المياه بعكس ما توجه له المزارعون وغير المزارعين بزراعة «الأعلاف والنخيل»، ليس لدي إحصاء ولكن ما نلحظة هو توسع كبير جداً كمثال التمور. والمهرجانات الخاصة بالتمور توضح الوضع وكأنه تصويت والنخيل تستهلك الماء طول العام وليس كما هو القمح فكم نخلة لدينا الآن 20 أو25 أو 30 مليون نخلة وكم كانت قبل 10سنوات؟ وأيضاً الأعلاف كم أصبح التوسع بها وهي تسقى طوال العام. أعتقد وفق هذه «الرؤية» أن الماء لم ينخفض كاستهلاك «زراعي» بل زاد مع ارتفاع الاستثمار «بالأعلاف والنخيل» وقد قابلت زراعيين ورؤساء شركات زراعية يؤكدون أن الماء هو الماء سقاية منذ بدأوا قبل 20 و30 سنة، وأنه لا نقص له وأنها خرافة وليس صحيحاً، وهذا رأيهم ولا أملك حق النفي أو الإثبات، ولكن على وزارة الزراعة ووزارة المياه أن تعيد النظر بما يحدث هل وقف زراعة القمح وفر الماء؟ ماذا عن الزراعة التي توسعت وذكرناها ماذا فعلت بالمياه لدينا وهي تستهلكه أضعاف أضعاف؟ إذاً من باب أولى زراعة القمح كمسألة «أمن غذائي» إن تطلب ذلك، ونكون مستعدين لها ليس شرطا الاكتفاء التام ولكن بتوازن هذا إذا سلمنا بوفرة الماء الذي يتضح أنه متوفر والدليل التوسع بزراعة القمح والأعلاف، والوزارة لم تفعل بهذا الاتجاه شيئا، فما النتيجة النهاية ووزير الزراعة الآن يصرح بأن الاكتفاء الغذائي لدينا فقط في «البيض» لا غير وهذا أمر خطير أن لا نحقق الحد الأدنى من الأمن الغذائي ولا أقول الكفاية لصعوبة الأجواء لدينا، رغم أن المنطقة الجنوبية والشمال تملك مميزات زراعية كبيرة لم تستثمر، يجب نعمل على الصناعة للغذاء والتوسع بها، نستثمر النخيل بصورة شاملة وكاملة ونحن نحقق فائضا به ولكن لم يستثمر كصناعة وغذاء ويمكن أن يحقق الأمن الغذائي. العمل كبير وممكن لكن ضعف وضع الخيارات قلل من وضع الخطط الاستراتيجية الممكنة.