×
محافظة المنطقة الشرقية

ضبط مسالخ عشوائية وباعة مخالفين بالرياض

صورة الخبر

Follow في كل موسم حج تنظم رابطة العالم الإسلامي مؤتمرا كبيرا يحضره ويشارك فيه عدد كبير من الشخصيات من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا التي تشغل المجتمع الإسلامي، ولطالما أكدنا أن مؤتمرا كهذا وفي مناسبة كهذه يعتبر من أهم المؤتمرات التي نأمل أن تكون قريبة من الواقع الفعلي والقضايا المهمة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وأن تتحول نتائجه وتوصياته إلى برنامج عمل تنفيذي بمساعدة المنظمات والهيئات الإسلامية الأخرى وبالتنسيق مع حكومات الدول الإسلامية، إلا أن هذا التطلع لم يتحقق واستمرت هذه المؤتمرات توحي بأنها لا تزيد على فقرة في برنامج الحج. هذا العام عقد المؤتمر الخامس عشر وفي ظروف استثنائية حساسة وخطيرة بسبب الممارسات التي تقوم بها تنظيمات إرهابية تحت شعار الإسلام نتيجة خطاب مزمن يتبنى التشدد والغلو والتحريض وزرع روح العداء والكراهية بين المسلمين أنفسهم قبل غيرهم من الديانات والثقافات الأخرى، حتى أصبح الإسلام كدين متهما في ذاته ومعرضا للإساءة بعدما أصبح العالم يشاهد الفتن والمجازر العبثية والدماء التي تسفك ظلما تحت رايته وهو بريء منها. كنا نتوقع أن تضع رابطة العالم الإسلامي هذه القضية الجوهرية في حسبانها وتجعلها موضوع مؤتمرها هذا العام لتنبش فيه بشفافية وجرأة وموضوعية كل الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع المؤسف والخطير، وتخرج بحلول عملية تتبناها وتتابع تنفيذها، لكنها بدلا من ذلك اختارت موضوعا عاما وفضفاضا هو «الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة»، والذي بالإضافة إلى عموميته لا يمكن الخروج منه بمحصلة واضحة ومتماسكة. يقول أمين عام الرابطة في تصريح إعلامي إن من أهداف المؤتمر «إيجاد المجتمع الإسلامي المثالي الواقعي وتكوين الشخصية الإسلامية المتكاملة، وإيجاد الهوية المميزة للأمة الإسلامية التي تجمع أفرادها بمصير تضامني واحد»، وكلنا ندرك أن هذا الهدف فيه الكثير من التنظير والرومانسية لجهة صعوبة أو استحالة إيجاد مجتمع مثالي أو شخصية متكاملة، كما أن الأولوية الآن تتمثل في إنقاذ الإسلام من المسيئين إليه من أصحاب الأفكار الشاذة والتفسيرات والفتاوى التي تتصادم مع مبادئه وقيمه السامية، الذين مازالوا يصولون ويجولون بعبثهم وجنايتهم على الإسلام وأمته، وأوصلونا إلى ما نحن فيه من كوارث. وإذا كانت مسؤولية تنقية الإسلام من الشوائب التي ألحقها البعض به يتحملها كل مسلم حقيقي فإن المسؤولية التأريخية الأكبر والأهم تقع على المؤسسات المعنية بهذا الشأن كرابطة العالم الإسلامي، وعلى الشخصيات التي تقدم نفسها كعلماء وباحثين في مثل هذا المؤتمر لأنها مسؤولة أمام الله وأمام التأريخ الإسلامي والإنساني. عكاظ