×
محافظة المنطقة الشرقية

جرحى بإطلاق نار في شيكاغو

صورة الخبر

سعة صدر المملكة العربية السعودية وهدوء دبلوماسيتها ومرونة تعاملاتها الحكومية إلى جانب لطف شعبها إذا حرفنا الوجهة صوب المستوى الداخلي لا تعني أنها ممكن أن تكون مضمارا مفتوحا لممارسة اللياقة السياسية ولا تعني أيضا إمكانية تحولها إلى مركز تنطلق منه الابتهالات التحريضية والبكائيات المغرضة في مناسبة وغير مناسبة، نعم هي مملكة الإنسانية ويدها ممدودة بكل خير في كل حين، لكنه لا يوجد فيها مشاريع لتسمين الانتماءات الحزبية على حساب شؤونها الخاصة ومصالح مواطنيها وعلاقاتها الخارجية ولها في ذلك كامل الحق والحرية رغم كل أنف، فمواقفها تخصها. وهي أدام الله عليها نعمة الأمن والازدهار ليست أرضا خصبة للابتزاز تحت أي صفة ولا تسمح أنظمتها باستغلال المكان والزمان لتحقيق الثراء على حساب العدالة والنزاهة كما يتصورها بعض إخواننا من العرب المسممة أفكارهم وغيرهم من الذين يظفرون بفرص القدوم للعمل أو الزيارات الدينية أو حتى الخاصة. هذه البلاد بلاد خير وفيها فرص عظيمة للكسب الحلال وسد منافذ الفاقة والعوز، العناصر التي نحسبها من دوافع قدوم الغالبية إلى هنا حيث تنعدم إلى حد محرج فرص تغطية احتياجاتهم الخاصة والقيام بشؤونهم الأسرية ومعيشتهم في بلدانهم الديموقراطية كما يحسبونها، إذن الصورة الذهنية التي تسيطر على مسار تفكير البعض قبل القدوم لا يجب أن تلوي أعناقهم عن مشاهدة الصورة الحقيقية على الأرض. نعم، في هذه البلاد أنظمة تحفظ حقوق المقيمين وتسمح مرونتها بتسوية أوضاعهم بما يتفق مع صحيح النظام حال انحرافهم عن الطريق، وهذه بادرة قلما تحدث في البلدان الأخرى، فيها من الشرفاء وأهل الخير من يحسن التعامل مع ضيوف الوطن ويمد يد العون وقت النوائب دون منة أو سوء نية، ولكن هذا لا يعني أن المروءة والشهامة يمكن أن تتحولا إلى أبواب خلفية أو غطاء يسحبه غير السعودي أيا كان لممارسة ما يخل بأمن البلد أو يلحق الضرر بالمواطنين الأصليين. منجزات الوطن حصاد تعب أيام وليال ورصد المسيرة يطول ويطول، كل منجز له مبنى ومعنى في قلب مسيرة البناء ووجدان الناس، وهذه المنجزات بكل تأكيد ليست للعبث، والمتاح للجميع من الخدمات العامة الترفيهية غير مخصصة لسوء الاستعمال والتشويه وهذا ما يجب إدراكه بعناية. على المستوى الجماهيري، أبناء وبنات هذه الأرض الطيبة أصبحوا يقرأون ما بين سطور تغيير الملامح الشخصية وتركيبها على مقاسات الالتزام والسلوك القويم المنهج الذي يتبعه بعض من المقيمين للإعلان عن الصلاح والتسويق له لكسب الثقة والتسلل على ضوء ذلك للدوائر المحظورة، هذه المحاولات لم تعد تجدي نفعا، وعي السعوديين وقدرات الأجهزة الأمنية أبعد عن التصورات المريضة المحشورة في عقول البعض، سكينة الناس وحفظ النظام من الأسس المتينة التي ينطلق منها العمل الأمني في بلاد الحرمين والإنسانية لا شك تظلل كل خطوة في كل ميدان، وهنا يجب على كل مقيم وبأي صفة أن يعيد حساباته في قراءة الأساليب الإنسانية التي يواجهها في حياته اليومية، إنها ليست من الضعف في شيء، إنها من كريم الأخلاق، ولهذا يجب فهمها على الوجه الصحيح. الحقيقة أن رأفة الدولة وعدالتها وطيبة أهل البلاد وتسامحهم لا تعني بأي حال من الأحوال أن الحبل متروك على الغارب للسلوكيات المشينة، ولا تعني قطعيا أن الأبواب مفتوحة لاستقبال وتصدير النفايات الفكرية. نعلم، أن كل ذي نعمة محسود غير أن ما منّ الله به على هذه البلاد من النعم لا يخول لأي شخص أيا كانت صفته أن يسير فيها آمنا ويعيش فيها مكتفيا، ويعبث بمقدراتها أو تضليل أهلها! نعلم أن هذا الوطن جاذب وفيه فرص للعيش بكرامة، لكننا أمام ذلك نتوقع من الجميع احترام ضوابط القدوم وقوانين العمل والإقامة وشؤون الدولة على كل مستوى، وهذا من أقل حقوق أي بلد في العالم، لهذا نقول للمقيمين بيننا بعد أن كثرت زلات بعضهم، لطفا أنتم ضيوف احترموا أنفسكم وصححوا مفاهيمكم.