نيويورك 05 ذو الحجة 1435 هـ الموافق 29 سبتمبر 2014 م واس وصف معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين ماتمر به المنطقة اليوم بالمرحلة الأصعب في تاريخها الحديث، حيث تسودها حالة من عدم الاستقرار والفوضى والتوتر والإرهاب الدموي. وقال في كلمته أمام اجتماعات الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة إن ذلك تمثل في عدد من التحديات أولها هو الظهور المتزايد للجماعات الإرهابية الذي يستوجب العمل معه في ثلاثة محاور رئيسية: أولها المحور الأمني والعسكري والثاني محاربة الفكر الأيديولوجي الذي يحرف الفطرة الإنسانية ويشوه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والثالث هو المحور المالي الذي يعد الشريان المغذي لتلك الجماعات الإرهابية, معلنا في هذا الصدد عن أن بلاده ستستضيف مؤتمرًا دوليًا رفيع المستوى خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر القادم، سيخصص لبحث تمويل الإرهاب وسبل مكافحته وتجفيف منابعه. وأضاف إن التحدي الثاني الذي يهدد أمن واستقرار منطقتنا يتمثل في الأطماع السياسية والسعي نحو الهيمنة وبسط النفوذ، وعدم احترام سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية. وأشار في هذا السياق إلى " ما تتعرض له الجمهورية اليمنية التي ما أن تتقدم خطوة نحو الاستقرار، حتى تنطلق الجماعات الإرهابية المرتبطة خارجياً، نحو أهدافها الإجرامية لزعزعة الأمن والاستقرار فيها" مؤكدا دعم بلاده للرئيس عبد ربه منصور هادي وللجهود الكبيرة التي يبذلها لإنجاح التوافق الوطني، الذي تم التوصل إليه عبر حوار وطني شامل شاركت فيه مختلف أطراف المجتمع اليمني، وأسهمت في إرساء دعائمه المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتطرق وزير الخارجية البحريني للصراع في سوريا الذي يزداد فيها كل عام حدةً وتعقيداً، ويدفع المدنيون العزل الثمن غالياً، بأرواحهم وممتلكاتهم وكرامتهم فيه, في ظل غياب حل سياسي شامل يحقن دماء الشعب السوري ويخرج هذا البلد العزيز من محنته المتواصلة, مطالبًا بضرورة إزالة العوائق كافة أمام إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين واللاجئين السوريين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن الخاصة بالمساعدات الإنسانية. وفيما يتعلق بمصر أعرب معاليه عن ترحيب بلاده بالتطور الديمقراطي الذي شهدته مصر وتنفيذها لخارطة المستقبل بإصدار دستور يجسد إرادة الشعب المصري، مؤكدًا رفض بلاده التام لأي تدخل في شؤون مصر الداخلية، وتأييدها للجهود التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومساندة إجراءاته في محاربة الإرهاب، والحفاظ على أمنها واستقرارها، ومواصلة دورها الاستراتيجي الفاعل في الأطر العربية والإقليمية والدولية. وأشاد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية. وفي الشأن الليبي، أكد دعم بلاده وترحيبها للمؤسسات الدستورية الشرعية المتمثلة في مجلس النواب المنتخب، وترحيبها بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عبدالله الثني، آملا في تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسلامة هذا البلد الشقيق. وكرر وزير خارجية مملكة البحرين الدعوة إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وبخاصة السلاح النووي. مؤيدُا جهود مجموعة (5+1) مع إيران للتوصل إلى حل سريع لملف البرنامج النووي الإيراني وفقا لأحكام معاهدة عدم الانتشار واتفاقية السلامة النووية. وأكد أن هناك تحدي آخر تمثل بالاحتلال غير المشروع لأراضي الدول الأخرى الذي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقال " نرى ذلك واضحاً بجلاء في الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل، وخرقها لجميع القوانين والأعراف والمعاهدات والقرارات الدولية، من خلال استهداف شعبنا الفلسطيني والاستيلاء على أراضيه، وبناء المستوطنات و التوسع فيها، وفرض الحصار عليه، وتمثلت هذه الانتهاكات في أبشع صورها من خلال عدوانها الغاشم الأخير على قطاع غزة، الذي أسفر عن دمار كبير، راح ضحيته أكثر من ألفي شهيد، وشردت أعداد كبيرة من أبناء فلسطين، ودمرت البنى التحتية. وتطرق معاليه لاحتلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وجدد مواقف بلاده الثابتة في رفض هذا الاحتلال، داعيًا إيران للاستجابة إلى مساعي دولة الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. // انتهى // 22:54 ت م تغريد