يطرق أسماعنا بعد أيام قليلة نداء الخليل إبراهيم عليه السلام: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» (الآية). لقد أصبح داء السكري يمثل مشكلة حقيقية، تتفاقم يوما بعد يوم في دول العالم العربي لا سيما الدول الإسلامية. وتؤكد الدلائل والبراهين إحصائيا أن انتشار الإصابة بهذا الداء في كثير من البلدان الإسلامية والعربية يزيد كثيرا عن نسبة حدوثه في العالم الغربي . ولو قارنا بين نسبة الإصابة بداء السكري في بعض الدول العربية مقارنة بدول المجلس الاقتصادي الأوروبي نجد أن الفارق يشكل وضعا مخيفا للغاية. ينعكس هذا الارتفاع الشديد في نسبة الإصابة بمرض السكري بين الدول الإسلامية انعكاسا سلبيا على العبء الذي تخوضه وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية من مضاعفات هذا الداء على الحجيج في كل موسم حج من كل عام. فمرض السكري له علاقة علمية تطبيقية بمناسك الحج لعوامل كثيرة من ضمنها حرارة الجو بصفة عامة لا سيما في الطواف وأثناء رمي الجمرات . كذلك المجهود البدني والذهني الذي يبذله مريض السكري الحاج أثناء أدائه مناسك الحج في زمن قصير جـدا والمعاناة في السفر وزحمة الحجيج. تناول الدواء والغذاء والماء يختلف في الكمية والمواعيد أثناء أداء مناسك الحج . السكر في دم الإنسان هو يمثل مصدر الوقود ( أي الطاقة ) لكي يستطيع الإنسان أن يتحرك وتستطيع جميع خلايا الجسم أن تقوم بمهامها الطبيعية. عندما يكون مريض السكري يتعاطى علاجا لكي يخفض نسبة السكر في الدم من مستوى عال إلى مستوى طبيعي وتكون كمية حركة الجسم ( أي استهلاك الطاقة ) وتعاطيه كمية من الطعام غير متساويين ينتج عنه مضاعفات منها لا سمح الله ينتهي الأمر بانخفاض شديد في نسبة السكر في دم المريض إلى أقل من المستوى الطبيعي. وحيث كما قلنا إن السكر في دم الإنسان هو مصدر الطاقة فقلته تؤدي إلى عدم قدرة خلايا الجسم في أداء مهامها الطبيعية، وأهم هذه الخلايا هي خلايا المخ . توقف خلايا المخ من أداء مهامها الطبيعي بسبب انخفاض نسبة السكر في دم المريض يؤدي إلى الدوخة أولا وإن استمر الوضع يزداد سوءا وينتهي الأمر بفقدان الوعي الكامل ويسقط المريض على الأرض أينما كان في تلك اللحظة. مثلا إذا كان يقود سيارة فالكارثة وخيمة . وإذا كان في الطواف أو أثناء رمي الجمرات سينتهي به الأمر أن يصبح تحت أقدام الحجيج من شدة الازدحام في هذه المواقف من مناسك الحج. فالنصيحة الطبية العلمية هي تجنب حرارة الشمس المباشرة باستعمالك المظلات البيضاء عند خروجك من الخيمة. قلل من خروجك من الخيمة فالراحة والاسترخاء لأطول وقت ممكن مهمة جدا. قدر المستطاع اجعل المناخ المحيط بك باردا ورطبا عن طريق المكيفات الصحراوية، ووجود البخاخات المائية والأشجار المظللة في عرفات يعتبر من إنجازات ومخترعات القرن العشرين. حكمة من الله عز وجل أن جعل الإحرام أبيض اللون لحمايتك من حرارة الجو. لهذا ارتد الملابس الخفيفة البيضاء حتى بعد فك الإحرام. وجعل خيام عرفات ومنى بيضاء اللون هو لتخفيف حرارة الجو بداخلها. حجا مبرورا وسعيا مشكورا. للتواصل (( فاكس 6079343 ))