كرة القدم عالم مختلف " حياة " ليست كالتي نعيشها بشكل اعتيادي وهي لعبة لا وطن لها ولا جنسية.. في مدرجاتها حياة مختلفة. ليس الزمان هو الزمان، ولا المكان هو المكان فشتان مابين نبض القلوب.. وإن اختلفت مساحات الهوى لدى العاشق الولهان. لا اللحظة تقاس على أنها لحظة، ولا المسافة فيما بين الشهيق والزفير هي المسافة. الملعب كالقفص يكتظ بالناس.. وكل الناس لهم أمنية متقاطعة، طرف سيضحك حتى تباشير النهار.. وطرف وقع ضحية لعبة مجنونة.. لعبة عزف قانونها قائم على الخديعة والذكاء. كيف لقلوب موجوعة.. تنبض بحب معشوقة مقسومة على عقلية (نصب) وإن كانت أهدافها مرفوعة.. مدفوعة أن تحتمل فعائل العقول بها؟ كيف لقلوب رقيقة.. رفيقة.. هشة لكي تحتمل ذلك؟ كل شيء من حولنا يوحي بأن اللاعب الفنان.. هذا اللاعب الذي يحتال على الجمهور مجرد لاعب طماع.. مجرد " غشاش" وموهوب وفنان. مجرد كتلة من مهارة (كومة من خداع) كلنا يدرك ذلك، فهل الحكم هو الخصم والحكم؟.. أم هذا الماهر/ الطائر/ الحائر/ الذي خادعنا ليمر فرحته هو الحاكم بأمره؟ كرة القدم/ وطن المجانين/ يحده الحب والخوف والفرح والغضب من كل الاتجاهات، وطن مساحته تبلغ بك على قدر الاحتمالات.. والآهات.. والعاهات. على القدر الذي يقودك لان ترى ما لا نراه.. وان تسمع ما لا نسمعه، على القدر الذي يجعلك/ تقسم / بأنها لعبة مجنونة، وبأن كل العالم ضدك، وبأن لها نصيب من (القسم) الأكبر في دواخلك. كرة القدم متسع من العمر.. يضيق في لحظتها، يعتقدها البعض / رياضة / جميلة سهلة لذيذ طعمها.. لذيذ تداولها.. لكنها حالة / احتيال / مشروع/ لقلب موجوع يتطعم غصتها ويتذوق مرارتها. حالة/ احتيال / المتهم فيها/ الحكم/ والقهقهات حالة أخرى مسلوبة في طرفة عين حين يصبح / الهوس / الدارج على صدر مدرجاتها/ نكرة/ بل صك براءة للمهووسين المتفرجين واللاعبين. والغشاش لاعب يحتال على القانون يمرر فكرته أمامنا ليمر صوب الفلاشات، صوب قلوب عشاق ناديه، صوب قائمة المنتخب التي تناديه وترمقه أعين المتربصين على أنه/ المجرم / المحتفى به. كرة القدم " نفوز وتخسر " نلعبها ونبقى نركض خلفها.. نردد على مسامعها: "كرتي كرتي ما أحلاها.. كرتي كرتي أنا أهواها " هي لعبة قائمة كالحياة، نائمة كالبلاستيك، ساخنة كالقهر، باردة كالثلج. قبل الخط من السهل على بلادتي أو بلادة سيادتكم الكتابة على طريقة ردود الأفعال وإشغال المساحة البيضاء أو الكتابة حول بطولات الأندية أو تقديم مقترح لكنني ارتأيت أن أغوص أعماق " ست الحسن والجمال " كرة القدم حيث دلالها الطاغي وعشقها المجنون.