مع أداء عبدالله الثني اليمين الدستورية كرئيس لوزراء ليبيا، تدخل ليبيا مرحلة جديدة نتمنى أن تكون بداية لمرحلة الاستقرار والأمن وإنهاء الصراعات الداخلية باعتبار أن الثني شخصية تحظى بالاحترام، ويستطيع بحنكته أن يعيد ليبيا التي اختطفها الظلاميون إلى هدوئها لكي تستوي السفينة الليبية على الجودي، لأن خيارات ليبيا محدودة.. فإما التحول السياسي الإيجابي وإما الفوضى والإرهاب. ومن المؤكد أن عقلاء ليبيا سيدعمون الثني وسيلتقي الفرقاء على كلمة سواء لإنهاء العنف والتشرذم، وإبعاد شبح الحرب الأهلية، في ظل التقاتل بين المسلحين الذين يريدون فرض الأمر الواقع على الأرض، وصولا إلى السلطة وإيرادات النفط. بعد ثلاثة أعوام من الإطاحة بمعمر القذافي، نتمنى أن يتمكن الثني من تعزيز مؤسسات الدولة الليبية، التي تكافح سلطاتها للحيلولة دون انزلاق البلاد إلى السيناريو الأسوأ، الذي تدفع باتجاهه ميليشيات مسلحة لا تراعي أية مصلحة وطنية، وإرساء الأمن والاستقرار إلى ليبيا. وجاءت صرخة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، من على منبر الأمم المتحدة، لتضع العالم أمام مسؤولياته، فإما الدعم والمساعدة بالسلاح، وإما الفوضى والإرهاب. إن المجتمع الدولي مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى إلى الوقوف مع السلطات الشرعية المنتخبة، أو أن يتحمل آثار التمدد الإرهابي في شمال أفريقيا. إن الوضع المتفجر في ليبيا لم يعد يحتمل السكوت عليه بسبب محاولات القوى الظلامية لإعادة ليبيا إلى العصور الحجرية وأيضا بسبب عدم الجدية الدولية في مساعدة الحكومة على إنشاء جيش قوي والضغط لنزع سلاح المجموعات المسلحة.. وانطلاقا من ذلك، فإنه بات على الأسرة الدولية وقبل فوات الأوان تدريب الجيش الليبي وتوفير السلاح له ومساعدته في حربه ضد جماعات العنف والتطرف التي تسعى بكل قوة لأخذ ليبيا إلى المجهول وهذا ليس في مصلحة أحد.