لا أعتقد أنه مرّ بحياة أي مواطن عربي جزالة الخصوصيات التي عاشها المواطن السعودي، بما فيها كل التحوّلات نحو كل المقاصد وعْياً وتعليماً وتجارة ومختلف مقاصد التطور العام أو مقاصد خصوصيات الثروة.. مررنا نحن الآباء والباقين من الأجداد بمراحل لم تكن بالسهلة، حيث لم تتوقف عند أي حالة بساطة، وفي نفس الوقت لم نكن نتصور إطلاقاً أننا نعدو عبر مختلف مجالات الانطلاق لكي نصل إلى مستوى آخرين.. مستوى آخرين فقط لو تحقق.. لكن لم نكن نتصور سهولة أن يحدث في واقعنا قدرات قفز حضارية تعطينا أولويات الوصول إلى ما لم يحلم به غيرنا.. هذا جانب مهم في تاريخ الجيل.. الجيل الذي يذكر فيه الآباء جيداً كيف كانوا عبر طفولتهم - لنقل منذ ستين عاماً أو خمسين عاماً - يعبرون طرقهم وهم يفتقدون ملكية الحذاء.. يذهبون إلى المدرسة بعد أن قاطعوا مدرسة «المطوع» في أحد المساجد وهم يحيطون الصدر والظهر بشيء من الملابس لصعوبة ملكية ما يمكن أن يتم لباسه من الصوف.. أنا شخصياً مررت بفترة أقل من العام في الغاط بكيفية الانقياد للطاعة من مطوع المسجد.. وكيف أنه حين يغضب يرسل عصا طويلة منزوعة من نخلة لتأديب أخطاء صغار السن.. أعتقد أن عمري وقتها لم يكن يتجاوز الخمسة أعوام أو الستة.. لا.. أذكر.. نعم مررنا بالكثير من منطلقات التطوّر، والأروع أن الملك عبدالعزيز لم يقل لذلك الجيل ماذا سيتم، فقد كان الرجل العظيم في التأسيس والمتابعة يهمه أن يحقق انتصارات سيادة امتدادات الصحارى.. وسيادة عضوية مواطنة القبائل.. وأيضاً من يعتبرون ذاتهم في استقلالية المدن أو القرى قبل ترويضه لنزعات خلافات.. أين نحن الآن؟.. كيف نحن الآن؟.. ونتنافس مع مَنْ الآن..؟.. نقلتنا عقلانية التطور لا مجازفات وأخطار ما كان يسمى بالثورية العربية.. نقلتنا نحو ما أصبحنا فيه من واقع عضوية العديد من امتيازات تتفوق تماماً على كل واقع العالم العربي.. ومثله أيضاً العالم الثالث خارج عروبتنا.. بالتأكيد كل مواطن في عصرنا الرائع يقدم جزيل المحبة والوفاء لرجل العصر الملك عبدالله الذي لم يختر جزئية تطوير، ولكنه قفز بواقع حاضرنا الراهن إلى كل تمجيد وروعة تعدد قدرات وعلوم..