قرأت في يوم الجمعة 18 شوال 1435هـ، الموافق 15 أغسطس 2014م، في أحد المواقع الإلكترونية لإحدى القنوات الفضائية الشهيرة معلومات خاطئة، خلطت بين المشاهير المصابين بمرض "باركنسون" والمصابين بمرض "الزهايمر"، والعجيب في الأمر أن كثيراً من المواقع الالكترونية، وربما غير الإلكترونية، نقلت الخبر بأخطائه على انه معلومة صحيحة لا غبار عليها، ثم زادت عليه بعض الرتوش و"البهارات" على طريقة "كلٌّ يُغنى على ليلاه"، ولأني صديق لتلك القناة الشهيرة، ولبعض القنوات غير الشهيرة، وودت هنا- عبر هذا المنبر- أن أصحح تلك المعلومة، من باب "صديقك من صدقك لا من صّدقك"، وكذلك "أحيط علمًا" تلك القناة الشهيرة بالخطأ الشنيع الذي وقعت به، لعلها تلتقط هذه المعلومة وتصحح ما كتبته في موقعها؛ لأن المعلومة أمانة "كما يقولون". والعنوان الذي وضعته القناة الفضائية الشهيرة على صدر صفحاتها الإلكترونية هو "داء"محمد علي كلاي" قتل روبن ويليامز"، وجاء في نهاية الخبر ما نصه "وتطول القائمة في تعداد ضحايا داء المشاهير والزعماء، لا يستثنى منهم رئيسان للولايات المتحدة الأميركية هما "رونالد ريغان" و"هاري ترومان"، وزعيم للحزب الشيوعي الصيني هو "ماو تسي تونغ". وجاء هذا الخبر بعد أن تناقلت وسائل الاعلام الغربية خبر انتحار الممثل الكوميدي الأمريكي الشهير "روبن ويليامز" بعد اصابته بداء "باركنسون"، والخطأ في هذا الخبر ينحصر في السطرين الأخيرين، حيث إن الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" أصيب بمرض "الزهايمر" ولم يصب بمرض "باركنسون كما جاء في الخبر، ولكي تعم الفائدة، يجب أن أوضح بأن داء "باركنسون" أو ما يسمى مرض "الشلل الرعاش»، اكتشفه العالم البريطاني "جيمس باركنسون" عام 1817م، وهو مرض ينشأ عن موت الخلية العصبية، وأشهر المصابين عالميا به: هتلر، ماو تسي تونغ، محمد علي كلاي، وهاري ترومان الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثون، الذي أمر بإلقاء القنبلتين الذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، بينما مرض الزهايمر أو خرف الشيخوخة، هو نوع (وراثي، وغير وراثي) مكتشفه الطبيب الألماني ألويس الزهايمر، في عام 1906م، وهو مرض تدريجي يصيب الخلايا العصبية من المخ ويؤدي إلى إفسادها وإلى انكماش حجم المخ، مما يزيد صعوبة التذكر عند الإنسان، وصعوبة استخدامه للمنطق واللغة، ويصبح الإنسان مرتبكا وتائها ويزداد مع تقدم العمر، وأسوأ ما يحدث لمرضى "الزهايمر" فقدان الحميمية وعدم تذكر أقرب اقربائهم!. وهناك مرض آخر مشابه لمرض "باركنسون" و"مرض الزهايمر"، يسمى "هنتنجتون" ووجه التشابه بين هذه الأمراض هو أن جميعها تصيب الدماغ والخلايا العصبية، ومرض "هنتنجتون"، اكتشفه الدكتور الأمريكي جورج هنتجتون عام 1872م، وهو مرض وراثي يصيب الدماغ فيقضي على الخلايا العصبية، ويسبب حركات لا إرادية وتلفا في القدرة العقلية ويسبب الوفاة، وهذا ليس له أي علاقة بالمفكر الأمريكي "صموئيل هنتغتون" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد، وصاحب الكتاب الشهير (صدام الحضارات)، الذي يؤكد فيه على حتمية الصراع بين الحضارتين الإسلامية والغربية، والذي توفي نهاية عام 2008م. وأود بالمناسبة أن أشير الى مقال سابق كتبته هنا في صفحة الرأي، وكنت أطالب فيه أصحاب الاختصاص بدراسة العلاقة المحتملة بين العنف ومرض "باركنسون"؛ لأن أشهر المصابين بهذا المرض كانت لهم علاقة بالعنف، وأعني الملاكم محمد علي كلاي، والنازي هتلر، والرئيس الأمريكي "ترومان" الذي أمر بإلقاء القنبلتين الذريتين على اليابان، أليس في ذلك احتمال؟!