×
محافظة المنطقة الشرقية

«الشباب المهني» يواصل إصلاح السيارات المعطلة بالطرق المؤدية إلى المشاعر

صورة الخبر

تعلمت أن مواقع التواصل فيها الكثير من الأمور الإيجابية والأمور السلبية، فمن الأمور الإيجابية أنها استطاعت أن تعيد رسم خارطة التفكير البشري، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، والمواطن بأخيه المواطن، وفي ذات الوقت استطاعت أن تخلق أنماطا جديدة من العادات التواصلية، ولغة مستحدثة من التحاور، ومنطق جديد في تعريف الشخص بنفسه في هذا الكون الفسيح بأشخاصه وأفكاره. إلا أنه من أكثر الأمور التي أستهجنها في هذه المواقع، هي أنها تحولت من ملتقيات للتعارف وتلاقح الأفكار، إلى حالة أقرب إلى الإدمان الفردي، فأصبحنا نفكر في الكيفية التي ننقل فيها كل ما نراه ونشعر ونؤمن به إلى مجموعة من الكلمات والصور، التي نبثها في هذا الفضاء، بحيث أصبحت الخصوصية الفردية أمرا في غاية الصعوبة، في ظل الإغراء الذي يلف هذه المواقع، والمتمثل في تجاوب البشر مع ما نقوله ونفعله وكأننا أعدنا اكتشاف الكون أو أضفنا إليه حقيقة مهمة كانت غائبة على المحيط. نعتقد أننا أصبحنا أكثر حرية في التعبير عن معتقداتنا، بينما تمكنت هذه المواقع ـ في ظل قوانين خلقت لتسيطر أكثر من أنها تنظم ـ من جعلنا أكثر خوفا من أن نقول ما نريد، تجنبا لتفسير مغلوط أو تحليل موجه يأخذ شكل التسليم كلما أيده المتصيدون، وكلما روج له الساعون للتجريم والمحاسبة. لم نعد قادرين على أن نكون كما نحن في أجواء هذه المواقع، فهناك من يعمل على التعاطي مع ما يقال من منطلق الأحكام المسبقة، فإن كنت انتقدت في مرة عمل أحد المسؤولين، فإن الصورة التي ترسم عنك أنك من السلبيين وربما المعارضين الذين لا يعجبهم العجب، وفي حال امتدحت عملا معينا، فإن صفة التطبيل تصبح السمة الغالبة عنك في أعين من يصنفون أنفسهم حياديين، وهم في غالبهم غاضبون وناقمون على أي عمل له صفة الرسمية. عندما نقرر أن نأخذ إجازة عن العمل فإن أول ما يخطر ببالنا هو أن نبتعد عن كل وسائل التواصل الاجتماعي؛ وعندما نفيق في الصباح فإن أول ما نتجه إليه هي تلك المواقع بحثا عما حدث من حولنا أو عمن تحدث معنا، وأصبحت الخلافات بين البشر تدور حول تغريدة قالها ذاك أو تعليق أطلقه آخر، فأصبحنا أسرى ـ دون أن نعلم ـ لأفكارنا ومساجين في سجن الخوف من رأي الآخر بنا!