السيد الرئيس ، تشكل السنة الحالية 2014م علامة مهمة بالنسبة للقضية الفلسطينية كونها سنة التضامن مع الشعب الفلسطيني ومن المؤلم أن يتزامن ذلك مع ما شهدناه هذا العام من عدوان إسرائيلي غاشم يرقى إلى جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة في تجاهل إسرائيلي صارخ للإرادة الدولية وأحكام القانون الدولي . ولنا أن نتساءل هنا : متى سوف يتحرك المجتمع الدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني وردع إسرائيل عن سياساتها التعسفية المناقضة لهذه الإرادة ؟ متى سوف يتحرك المجتمع الدولي تجاه إسرائيل التي لا زالت تمارس سياساتها التعسفية الأحادية الجانب من خلال محاولاتها تهويد القدس الشريف وتغيير تركيبته الديمغرافية وارتكاب الانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين من تهجير وطرد واعتقال تعسفي ؟ هذا إلى جانب استمرار سياسات إسرائيل الاستيطانية ، بما في ذلك احتجاز آلاف الأسرى ، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وتهجير المواطنين الفلسطينيين خاصة في القدس الشريف ، والاستمرار في ممارسة سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي ناهيك عن مواصلة سياسة الحصار الجائر لقطاع غزة . يحدث ذلك كله تحت أنظار المجتمع الدولي دون أي تحرك لوضع حد لهذه الممارسات. وعليه فإننا ننادي من هذا المنبر بضرورة تحمل المجتمع الدولي مسئوليته إزاء توفير الحماية للشعب الفلسطيني بصورة عاجلة وفورية . ومن هذا المنطلق ، فإننا نحمل إسرائيل المسئولية الكاملة عن فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية ، على الرغم من التزام السلطة الوطنية الفلسطينية بكافة التزاماتها وتعهداتها بأسس عملية السلام. ومع إشادتنا بجهود جمهورية مصر العربية الشقيقة التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإيقاف نزيف الدم الفلسطيني يجب إلا يغيب عن أذهاننا أن وقف إطلاق النار في حد ذاته لا ينبغي أن يشكل هدفاً في حد ذاته بمعزل عن هدف تحقيق السلام العادل والشامل والدائم وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية. // يتبع // 23:49 ت م تغريد