×
محافظة المنطقة الشرقية

«مودة» و «هدف» توفران فرص وظيفية للشباب السعودي

صورة الخبر

أكد خبير اليونسكو الدكتور منير بوشناقي أن تسجيل أي موقع في العالم ضمن قائمة التراث العالمي لا يعتبر الوصول لمرحلة النهاية ووضعها كـ(زينة) أو أن تصبح متاحف، بل هي بداية مشروع متكامل لكي تكون مصدرا للحياة والتفكير والإلهام وتتحول إلى مدن حية، مشيرا إلى أن ذلك يتحقق من خلال رفع مستوى الوعي بين المواطنين والحكومات للحفاظ على التراث وزيـادة الوعي الذي يؤدي إلى ارتفاع عام في مستوى الحماية والحفظ لتلك المواقع. ونوه الدكتور بوشناقي بجهـود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثـار لأجل المحافظة على التراث في المملكة، معتبرا وجود سموه في هذا الموقع دعما قويا لتحقيق مكاسب أكثر في مجال الاهتمام بالتراث والسياحة، خصوصا في متابعة ودعم ملف جدة التاريخية وتطبيق كامل الاشتراطات والأسس الفنية التي حددتها اليونسكو لاعتمادها ضمن قائمة التراث العالمي. جاء ذلك خلال المحاضرة المتخصصة التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثـار ممثلة في فرع جدة وبالتعاون مع مركز التراث العمراني في قاعة المجلس البلدي في بيت البلد بجدة التاريخية مؤخرا بعنوان: «المكتسبات الاقتصادية والثقافية لتسجيل جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي» ، بحضور مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ محمد بن عبدالله العمري، والمشرف العام على برنامج التراث الوطني الدكتور محسن القرني ورئيس المجلس البلدي بجدة الدكتور عبدالملك الجنيد. وقد بدأ الدكتور بوشناقي محاضرته بتقديم نبذة عن اتفاقية التراث العالمي، موضحا أنها اتفاقية دولية أعدتها اليونسكو واعتمدتها الجمعية العامة في نوفمبر 1972، وقع عليها 191 دولة طرف في هذه الاتفاقية، كما أنها تعد في الوقت الحاضر، أي بعد أكثر من 40 عاما من تنفيذها، أداة قانونية قبل كل شيء لدعم وحماية وحفظ المواقع وعددها 1007 المدرجة منذ عام 1976 حتى الآن (2014) على قائمة التراث الثقافي والطبيعي منها (76) موقعا عربيا. وبين بوشناقي أن بعض الأماكن على الأرض، الثقافية والطبيعية، هي ذات قيمة عالمية استثنائية، وبالتالي يمكن أن تشكل جزءا من «التراث المشترك للإنسانية»، لافتا إلى أن المملكة هي دولة طرف في اتفاقية اليونسكو 1972 منذ أغسطس 1978، وقد أدرجت ثلاثـة مواقع في المملكة، الحجر الأثري (مدائن صالح) في العام 2008م، طريف في ربـع الدرعيه في العام 2010م، مدينة جدة التاريخية، بوابة مكة، في العام 2014. كما ناقش المحاضر، مفهوم التراث العالمي الاستثنائي وعزا ذلك إلى كون «تطبيقه عالميا»، مواقع التراث العالمي هي ملك لجميـع شعوب العالم، مصادر لا غنى عنها للحياة والإلهام. وعن فوائد تسمية التراث العالمي أشار إلى وجود ضمانات إضافية من الحفاظ الكامل للموقع المدرج، زيادة في هيبة المناطق الحضرية التاريخية، زيادة في شعبية المواقع المدرجة، قدرة أكبر على جذب الدعم المالي، تطويـر أنواع بديلة من الموارد، تنظيم الرصد ومتابعة أنشطة الحفظ والحفاظ. أما محور التأثير الاقتصادي للمواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي فقد أخذ حيزا كبيرا من وقت المحاضرة، حيث أكد خبير اليونيسكو أن الإدراج ضمن قائمة التراث العالمي غالبا ما يتزامن مع زيـادة في قبول السياح وإقبالهم، كما استعرض عددا من الدراسات الدولية التي تؤكد ذلك في كل من إيطاليا وأنكور في كمبوديا.. حضر اللقاء الذي ساهم في تنظيمه شعبة التراث العمراني بالهيئة السعودية للمهندسين والجمعية السعودية لعلوم العمران عـدد من المهتمين بالآثـار والمتخصصين في مجال التراث العمراني وعـدد من مسؤولي القطاعات الحكومية والأهلية ووجهاء جدة ورجال الإعلام الذين أثـروا المحاضرة بمداخلاتهم ومشاركاتهم.