يقول جون سى ماكسويل, وهو خبير معترف به دولياً في القيادة, قامت مؤسسته بتدريب أكثر من مليون قائد على مستوى العالم وصاحب كتاب "الموهبة وحدها لاتكفي أبداً".. قال: "الموهوبون غالبا يتصورون انهم على علم بكل شيء, وهذا يصعّب عليهم توسيع موهبتهم". ويقول أيضا: "القابلية للتعلم لا تتعلق بالكفاءة, بقدر ما تتعلق بالتوجه الذهني".. الذين يشيدون بمواهب كرة القدم السعودية, هم في حقيقة الامر لا يدركون بأن الموهبة ليست كل شيء, ما لم تسند بالتعلم والتطور والقابلية لذلك, ويظنون بأن لاعب كرة القدم في دول العالم المتقدم كرويا, قد واجه كل الظروف وانتصر عليها بموهبته فقط. يقول ماكين, اللاعب الاسترالي في معرض تعليقه على مباراة منتخب بلاده الاخيرة ضد الاخضر السعودي: "اللاعبون السعوديون جيدون من النواحي الفردية لكن مشكلتهم تكمن في ناحيتين: التكتيكية والذهنية.." ويضيف: "اللاعب السعودي يريد لعب كرة القدم فقط ولا يضيف إلى ذلك تعلم ما ينقصه".. المشكلة تكمن بعقلياتهم.. الآخرون يهدون إلينا عيوبنا مجانا, ويشخصون مشاكل كرتنا, لكننا لا زلنا ندور في فلك تغيير الاجهزة الفنية والادارية, في الوقت الذي تكبر فيه مشكلة اللاعب السعودي وعدم اعترافنا بأن الموهبة وحدها لن تمكننا من النصر وهزيمة عالم يضيف إلى موهبته ثقافة التعلم والتدريب الذاتي قبل الجماعي. إن ما نراه ونشاهده من مستويات عالية لـ لاعبي منتخبنا في منافساتنا المحلية هو في حقيقة الامر لا علاقة له بالولاء للفريق كما يقال, بقدر ما يتعلق بمحفزات وعوامل تتوفر في الاندية أكثر من المنتخب, اهمها الانسجام والدعم الجماهيري للاعبين, بالإضافة إلى الاعلام الداعم. ولو لاحظنا النقد الاعلامي والغضب الجماهيري غالبا ما يوجه إلى مدربي الفرق والرؤساء ويبقى اللاعب يؤدي داخل الملعب وفقا لموهبته. آخر الآراء التي قرأتها مؤخرا تذهب إلى الحل النفسي لإنقاذ الاخضر السعودي وإعادته إلى سابق مجده, من خلال جلب مدرب "قائد" يستطيع أن يقوده لتحقيق انجاز او انجازين, تكون عونا له فيما يأتي من مراحل, لكنه عمل يستهدف جزء من المشكلة فقط, فيما المشكلة الاكبر تكمن في توهمنا بأننا وبمواهبنا نستطيع ان ننتصر على عالم يضيف إلى موهبته قابلية التعلم والتطوير. يقول جون سى ماكسيول متحدثا عن ما تصنعه "قوة التدريب": "الاستعداد يطلق شرارة الموهبة, و"التدريب" يشحذها.." وأعتقد جازما بأن اللاعب السعودي لن يجد استعدادا افضل من ان يودع النادي في حسابه (30) مليونا, فما الذي يجعله اقل تدريبًا وتعلمَا في مرحلة ما بعد توقيع العقد؟!. @sanadhelial