ضمير مكي دَعْــشَــنَــة الـمُـجْـتَـمـع الـسّــعــودي !! عـبـد الله الـجـمــيـلـي مع بداية ظهور بعض الأفراد من مجتمعنا ضمن الجماعات الإرهابية المتطرفة، تسابقت بعض وسائل الإعلام وكُـتّـابِـهَــا للبحث عن مدارس وجامعات أولئك باعتبارها المغذية لفكرهم المنحرف، بل هناك من اتهم صراحة المناهج الدراسية بأنها تزرع بذور الأفكار الضالة في شبابنا، مُـتَـنَـاسِـيْـنَ بأن تلك المناهج والمدارس والجامعات هي من أنتجت العلماء والمفكرين والمثقفين وعامة المجتمع السعودي الطّيب الذي يرفض الـتّــطَــرف ويحاربه، بل تلك المناهج ومحاضنها التربوية هي مَــن صنعت عند أولئك الكتاب المنهج والفكر الوسطي الصحيح الذي قادهم كما يزعمون لمحاربة الإرهاب بشتى صوره!! حينها توقعت أن تلك الأطروحات والاتهامات التي كَـالَـها أولئك لمجتمعنا إنما هي (رَدّة فِـعْـل) مفاجئة لظروف تلك المرحلة!! لكن الواقع يؤكد يوماً بعد يوم بأّن مثل تلك الاتهامات لمناهجنا وعقيدتنا ومجتمعنا ممارسة مقصودة ومُـمُـنهَـجَـة، فظهور أي حالة فريدة شاذة تنتسب لهذا البلاد الطاهرة كَـفيل بأن يستخدمه (للأسف) بعض كتابنا ووسائل إعلامنا للهجوم على مجتمعنا ومُـسَـلّــمَـاته الدينية والتربوية؛ انتصاراً فيما يبدو لما يؤمن به بعض أولئك المُهَـاجِمِـيْـن من رؤى وتيارات فكرية علمانية أو لبرالية متطرفة!! فمع ظهور (دَاعِــش) في الشام والعراق، وما تلاه من القبض على عناصر سعودية محدودة العدد في (تِـمِــيـر) مؤمنة أو متأثرة بفكرها الضّـال، تعالت الأصوات والكتابات عندنا لِــتَـتّـهِـم المناهج، ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنابر المساجد، بل ومنهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب بأنها دَاعِـشِـيّــة الـهَــوى!! وهنا نعم دون المساس بأصول دِيـْـنِـنا وركائزه نؤمن بأهمية المراجعة الفكرية وفق متغيرات ومتطلبات العَــصــر، ولكن لمَـصْـلَـحَـةِ مَـن تَـتِـمّ (دعْـــشَــنة المجتمع السعودي) مِـن أبنائه، وتشويه صورته أمام العَـالَــم الخارجي، وكأنه وراء كل نبتة فكرية ضالة وحاضِــن لها؟! ولنتذكر دائماً بأنّ الحادثة التي قُـتِـلَــت فيها المبتعثة السعودية رحمها الله في بريطانيا قبل أشهر بقيت في نظر وسائل الإعلام البريطانية ومفكريها ومثقفيها مجرد حالة فردية ارتكبها مجرم خارج عن القانون، دون اتهام للمناهج أو العقائد أو الكنائس!! وأخيراً أجزم بأنّ واجب المؤسسات المعنية أن تمارس دورها في حماية مجتمعنا من حملات التشويه تلك، فلا يمكن أن نرفض اتهامات الخارج، بينما نسمح بتجاوزات وَطعَـنات الـداخل التي هي أكثر تأثيراً وإيلاماً! ------------------------------ مقالات سابقة http://www.makkahnews.net/articles.p...articlesid=38 @aljamili