يهدف مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام لتطوير مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية، ولضخامته وتنوع أبعاده تم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، الأول يهدف لتوسعة مبنى الحرم المكي بقصد استيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين لتصل طاقته الاستيعابية إلى مليوني مصل، الثاني لتوسعة وتطوير الساحات الخارجية للحرم المكي وتضم دورات مياه وممرات وأنفاقا ومرافق أخرى مساندة بهدف تسهيل دخول وخروج المصلين والزوار، ويهدف الثالث لتطوير منطقة الخدمات، وتشمل محطات تكييف وكهرباء ومياه وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم لمنطقة الحرم. تم تصميم مشروع التوسعة الجديدة للساحات الشمالية للمسجد الحرام على شكل نصف دائرة بمساحة 356 ألف متر مربع، وهو ما يفوق مساحة التوسعات السابقة للمسجد الحرام بمرة ونصف، إذ تقدر بـ 152 ألف متر مربع، ومر المشروع منذ ذلك الوقت إلى الوقت الحالي بعدة مراحل وفق ما خطط ورسم لها، وانطلق من حدود الجهة الشمالية للمسجد الحرام وتضم أجزاء من الأحياء القديمة المحاذية للحرم من ذات الجهة، مثل بعض الأجزاء من أحياء المدعى والشامية والقرارة، إضافة للمنطقة الممتدة من حي المدعى في الشمال الشرقي من المسجد الحرام إلى حي الشامية وحارة الباب في الجزء الشمالي الغربي من الحرم. وبدأت التوسعة من شارع المسجد الحرام شرقا وتتجه على شكل هلال حتى شارع خالد بن الوليد غربا في الشبيكة، إضافة لشارع المدعى وأبي سفيان والراقوبة، وعبدالله بن الزبير في الشامية، وجزء من جبل هندي حتى شارع جبل الكعبة. ويتكون مشروع التوسعة من بدروم وأربعة طوابق متكررة في كل دور دورات مياه، وتأتي خلف المسعى الجديد ثلاث ساحات متدرجة لتحقيق التسوية مع الجبال المقابلة للتوسعة، وهي في اتجاه دائري موجهة للكعبة المشرفة وأسفل هذه الساحات أدوار أرضية للخدمات، مثل مراكز الشرطة والدفاع المدني والإسعاف والمراقبة الأمنية ودورات مياه ضخمة. روعيت في هذه التوسعة متطلبات الرئاسة والجهات الأمنية وتحتوي على أحدث وأرقى النظم الكهربائية والميكانيكية، وستكون مشابهة للطراز المعماري الحالي للمسجد الحرام، وخصصت فيها مكاتب ومرافق لإدارات الرئاسة، وستلبي التوسعة كافة الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التي يتطلبها الزائر، مثل نوافير الشرب، الأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات، أنظمة المراقبة الأمنية، وترتبط التوسعة بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى بواسطة جسور متعددة لإيجاد التواصل الحركي المأمون. وركزت التوسعة على الالتزام بأعلى معايير الأمن وأدق نظم السلامة، وتسهيل أداء الصلاة وشعائر العمرة على أكمل وجه، والمحافظة على نظافة المسجد الحرام وصيانته من الأتربة والغبار، ويتكون المشروع من 6 مكونات رئيسية، فبالإضافة لمبنى التوسعة الرئيسي هناك الساحات الخارجية، الجسور، مبنى المصاطب، ممرات المشاة، مبنى الخدمات ومحطات التكييف والتوليد الاحتياطية. وروعي في تنفيذ المشروع التقنيات الحديثة لتأمين راحة وسلامة الحجاج والمعتمرين ووصولهم بيسر وسهولة إلى الحرم المكي، ولضمان تسهيل حركة المصلين بانسيابية تمت إضافة عدد من الجسور تربط بين المصاطب الشمالية والمبنى الحالي للحرم المكي الشريف، مخترقة مبنى التوسعة بجميع مناسيبه مع تهيئة الساحات الخارجية بين مبنى التوسعة والمصاطب الشمالية لتستوعب أعدادا متزايدة من المصلين. وبينت المصادر أنه لتسهيل حركة الدخول والخروج من التوسعة، يخترق مبنى المصاطب الخط الدائري الأول من الشرق إلى الغرب، إضافة لتوفير ممرات مميزة من الساحات أسفل المصاطب بالمناطق الشمالية للمسجد الحرام. يذكر أن الساحات الجديدة للمسجد الحرام بدأت تتجلى معالمها بوضوح بعد إزالة 90 في المائة من العقارات الواقعة شمال وشمال غرب بيت الله العتيق، لإنجاز أكبر توسعة للمسجد الحرام وبتكلفة تفوق 80 مليار ريال، وبدأت تظهر إطلالة فريدة للحرم المكي، ويشمل المشروع ساحات شمالية جديدة للحرم بعمق 380 مترا وأنفاقا للمشاة ومحطة للخدمات بمساحة 300 ألف متر مسطح ويدخل الحرم المكي الشريف مرحلة تاريخية جديدة في أعمال توسعته. ونجحت منشأة المطاف المؤقت في المسجد الحرام في امتصاص الأعداد الغفيرة من ضيوف الرحمن الذين توافدوا لأداء مناسك الحج. وجاء مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف، ليضاعف من الطاقة الاستيعابية الحالية لتصل إلى 105 آلاف طائف في الساعة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تضافرت جهود كافة الأطراف ذات العلاقة، وسخرت كل الإمكانات والطاقات الفنية والمالية اللازمة مع تأمين المعدات والاحتياجات خلال الأشهر الماضية منذ بدء المشروع لإنجاز ما يستغرق إنجازه سنوات، وتتابع غرفة عمليات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في المسجد الحرام تحركات المعتمرين والكثافة والعمل على توجيه العاملين في الميدان إلى تحويل الحشود وتفتيت الكتل البشرية.