ظلّت قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» في واجهة الأحداث أمس على رغم عدم حصول أي تطوّر في المفاوضات لإخلائهم سوى طلب رئيس الحكومة تمام سلام من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تلعب بلاده دوراً في الوساطة مع الخاطفين لحل قضيتهم. واستمر أهالي العسكريين في قطع الطرقات بين بيروت والبقاع أمس، لا سيما طريق بيروت - دمشق الدولية في منطقة ضهر البيدر حيث نصبوا خيمة اعتصموا فيها، مطالبين الحكومة بتسريع التفاوض لتحرير أبنائهم. وأقفلوا المنافذ الفرعية لبعض الوقت. كما أقفلوا الأوتوستراد الساحلي نحو منطقة الشمال عند بلدة القلمون. (للمزيد) وواصل الجيش اللبناني تدابيره الاحترازية بحملة مداهمات لمخيّمات النازحين السوريين في عرسال ومحيطها خلال اليومين الماضيين بحثاً عن منتمين إلى التنظيمات المتشدّدة فأوقف العشرات للتدقيق في أوضاعهم بالتنسيق مع القضاء المختص، فيما هدّدت «النصرة» بالرد بهجوم على قرى القلمون السورية و»إسقاط النقاط المحيطة ببلدة عرسال». وتظاهر بعض النازحين في البلدة احتجاجاً وطالبوا بفتح الطرقات لهم كي يرحلوا عنها في اتجاه القلمون. كما نفّذ الجيش مداهمات في مدينة طرابلس بحثاً عن مشتبه بقيامهم بهجمات على مواقعه في الأيام الماضية، فيما قال مصدر رسمي رفيع لـ «الحياة» إنه يراقب أمكنة يختبئ فيها مطلوبون منتمون إلى «القاعدة». وأمل المصدر بأن يكون موقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الأخير المؤيّد التفاوض من موقع قوة لإخلاء العسكريين نقلة تسهل العملية. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن اتصالات تجرى لإصدار توصية في البرلمان اللبناني خلال اجتماعه الأربعاء المقبل تؤكّد وحدة الموقف من قضية العسكريين وتدعو إلى الالتفاف حول الحكومة في سعيها الى إطلاقهم، فيما أشارت إلى أن «حزب الله» تعهّد التدخل للحؤول دون أي ردود فعل في حال تعرّض أيّ من العسكريين لمكروه. وفي نيويورك علمت «الحياة» بأن اجتماع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع الرئيس سلام تناول طلب الأخير ضرورة مساعدة لبنان في مجال تعزيز قدرات الجيش اللبناني نظراً إلى الحاجة الضرورية للمعدات العسكرية. وحضر المحادثات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وسفير لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام ومستشار سلام شادي كرم. وأبدى هولاند كل الاستعداد لدعم لبنان وأبلغ سلام، بالنسبة إلى الهبة السعودية للجيش، أن كل شيء جاهز من الجانب الفرنسي ولائحة المعدات العسكرية الفرنسية المطلوبة من الجانب اللبناني تمّ الاتفاق عليها، لكنّ هناك تأخيراً في توقيع العقد الفرنسي - السعودي من الجانب السعودي لأسباب عدة أحدها صحي أخر مجيء وزير المال السعودي إلى باريس. وتمنّى هولاند أن يتم انتخاب رئيس جمهورية في لبنان فيما قال سلام إن عدم انتخاب الرئيس يعطّل الكثير من عمل المؤسسات. وشمل البحث الانتخابات النيابية، وأوضح سلام أنه في الجوّ السائد في لبنان لا يمكن قيام انتخابات تشريعية والاتجاه هو للتمديد للبرلمان. وقالت مصادر فرنسية مطّلعة إن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيلتقي نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في نيويورك وسيتطرقان إلى الموضوع اللبناني. إلى ذلك قالت مصادر فرنسية لـ «الحياة» إن من الواضح أن إيران «غير عازمة على تغيير موقفها والمساعدة في حماية المؤسسات في لبنان على رغم أن الرئيس حسن روحاني وافق هولاند حين التقاه قبل يومين عندما قال له الأخير إن من الضروري مساهمة إيران في حماية المؤسسات عبر بذل الجهد لتسهيل انتخاب رئيس للبنان». لكن المصادر قالت إن «السلطة الحقيقية في إيران هي لـ «الباسدران» و(قائد فيلق القدس الجنرال) قاسم سليماني وهما على موقف ثابت بعدم الضغط على «حزب الله» في اتجاه تسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان». والتقى سلام وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في حضور أعضاء الوفد اللبناني والسفير في واشنطن أنطوان شديد، على أن يلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم ثم وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ويشارك بعد ظهر اليوم في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، حيث يلقي كلمة ثم تكون له كلمة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وكانت قمة إسلامية - مسيحية عقدت أمس في دار الفتوى في بيروت شدّدت على إبعاد لبنان عن المحاور الإقليمية ودعت مجلس النواب إلى المبادرة الفورية لانتخاب «الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي»، ورفضت «الاستقواء بالخارج، أو الاحتكام إلى السلاح في الداخل». وأكدت احترام اتفاق الطائف، ودانت «التهجير القسري والإرهابي لأي مواطن آمن على خلفية دينية أو مذهبية أوعرقية».