اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تسوية الملف النووي لبلاده ستتيح «فرصة ثمينة للغرب». واتهم أجهزة استخبارات بتسليح «مجانين»، لافتاً إلى أن القضاء على الإرهاب يتحقّق عبر تشكيل تحالف من دول المنطقة، وليس من الخارج. (للمزيد) وفي كلمته أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال روحاني: «جئت من منطقة تحترق أجزاء مهمة منها، في نار التطرف والتشدد، شرق إيران وغربها، بحيث تهدّد نزعة التطرف جيراننا وتمارس عنفاً وتريق دماءً. جاء المتطرفون من مناطق عدة، لكنهم يحملون عقيدة واحدة هي التطرف والعنف، وهدفاً واحداً هو القضاء على الحضارة وإثارة رهاب الإسلام، وإيجاد قاعدة للتدخل الأجنبي مجدداً في المنطقة». وأسِف لـ»عولمة الإرهاب، من نيويورك إلى الموصل، ومن دمشق إلى بغداد، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، من تنظيم القاعدة إلى داعش». وأضاف: «وجد المتطرفون في العالم بعضهم بعضاً، وهتفوا يا متطرفي العالم اتحدوا. ولكن هل نحن متحدون ضد المتطرفين»؟ روحاني الذي تجنّب مهاجمة إسرائيل ولم يقدّم رؤية لحلّ سياسي في سورية، سوى ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، دعا «مَن شاركوا في إيجاد التطرف، إلى الإقرار بأخطائهم وتقديم اعتذار». وتابع: «في منطقتنا ساسة ونخب معتدلون موضع ثقة شعوبهم، ليسوا معادين للغرب ولا متغرّبين، وهم مطلعون على دور الاستعمار في تخلّف شعوب المنطقة، ويمكنهم أن يشكلّوا من خلال كسب ثقة الشعوب، أقوى تحالفات وطنية ودولية ضد العنف». ورأى أن «الدول التي تدعي قيادة التحالف (ضد الإرهاب)، إنما تفعل ذلك لمتابعة هيمنتها على المنطقة، وهي بذلك ترتكب خطأً استراتيجياً»، داعياً «دول المنطقة إلى تشكيل تحالف والقبول بتحمّل مسؤولية مكافحة التطرف والإرهاب، وإذا كانت دول أخرى تريد التحرّك، عليها أن تدعم تحالف دول المنطقة». واعتبر أن «العدوان العسكري على أفغانستان والعراق والتدخلات غير المناسبة في سورية، تشكّل أمثلة واضحة على هذه الاستراتيجية الخاطئة في الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أن هذه الاستراتيجية في «الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز، حوّلت هذه الأجزاء من العالم ملاذات لإرهابيين ومتطرفين». ونبّه إلى أن «الإرهاب ليس مسألة إقليمية فقط، على دول منطقتنا التعامل معها، (بل أن) التطرف قضية عالمية... ساعدت دول في إشاعته، وتفشل الآن في تحمّل (تبعاته)، وشعوبنا هي التي تدفع الثمن». وشدد الرئيس الإيراني على أن «محاربة الأسباب الكامنة وراء الإرهاب» تحتّم «معرفة جذوره وتجفيف ينابيعه. الإرهاب ينبت في الفقر والبطالة والتمييز والإذلال والظلم، وفي ثقافة العنف وسفك الدماء باسم الدين». وانتقد التدخل الخارجي «لفرض الديموقراطية» في المنطقة. واتهم أجهزة استخبارات بأنها «وضعت سكاكين في أيدي متطرفين ومجانين»، معتبراً أن «عليها أن تعتذر من هذا الجيل والأجيال المقبلة». وحذر من أن «تجربة إيجاد تنظيم القاعدة أظهرت أنه لا يمكن أحداً أن يستخدم التطرف ويبقى في منأى عن آثاره». واستدرك: «نحن في المنطقة في المركب ذاته، وعلينا أن نعي ذلك من خلال تكثيف تعاوننا على كل المستويات، الأمنية والعسكرية والاقتصادية، للتوصل إلى فهم مشترك». على صعيد آخر، أعرب روحاني عن أمله بالتوصل إلى اتفاق نهائي مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، بحلول نهاية المهلة في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، معتبراً أن الأمر يشكّل «فرصة ثمينة للغرب» و»يمكنه أن يمهّد لتنمية السلم والأمان في العالم». وحذر من أن «تأخير إبرام اتفاق نووي يؤدي إلى أخطار وتداعيات كثيرة»، مكرراً أن استمرار «العقوبات الظالمة» على إيران «خطأ استراتيجي». ودعا إلى «خفض المطالب والالتزام بالتعهدات، لضمان نجاح المفاوضات»، لافتاً إلى أن تسوية نووية ستتيح «التركيز على قضايا أخرى، مثل محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة». وانتقد مروّجي «أسطورة» أن إيران تريد السيطرة على دول المنطقة.