في الأجواء الاحتفالية باليوم الوطني يبرز سؤال: ما دور المؤسسات الثقافية في تكريس الانتماء الوطني وتعزيز الاهتمام بالوطن؟، ومن ثم الارتفاع إلى مستوى هذه المناسبة الوطنية الكبيرة، وهذه آراء من الكتاب والأدباء حول هذه القضية: يقول رئيس نادي مكة الأدبي الأسبق الدكتور سهيل قاضي: «المفترض أن تقوم المؤسسات الثقافية، بما فيها الأندية الأدبية، بدورها كما ينبغي في اليوم الوطني وغيره من المناسبات الكبيرة، وبالذات في هذا اليوم، حيث تبرز قيمة الاحتفال بالوطن وإبراز تاريخه ومنجزاته، وهو ما يجعل هذه المؤسسات الثقافية، بما فيها الأندية الأدبية أن تكون على مستوى المسؤولية، وجعلها أيضا على مستوى الحدث، وذلك من أجل تعميق الحس الوطني في الجيل الجديد». أما الكاتب الدكتور علي التواتي، فيقول: «المؤسسات الثقافية هي أهم مولد وصانع للحس الوطني والانتماء، وقد تطورت هذه المؤسسات في دول العالم تطورا مذهلا، فابتعدت عن الأسلوب الواعظ المباشر والأساليب التقليدية»، مضيفا أن لهذه المؤسسات أدوات تواصل مختلفة مع المواطنين، وهي وسائل متنوعة متكاملة؛ منها المحاضرات والمناهج التعليمية الحديثة، من أجل بناء ثقافة عامة للمجتمع والوطن، وهذه الأدوات والأساليب تعمل بشكل متكامل؛ ومنها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها والوسائل الأخرى؛ مثل: السينما والمسرح والعروض المفتوحة والأدب المكتوب من خلال الروايات والشعر والقصة، كل هذه الأدوات والأساليب عليها أن تعمل على تكريس الانتماء ليس بالشكل العشوائي، ولكن بشكل مدروس ومتكامل، وإبراز الثقافة العامة»، موضحا أن «المؤسسات الثقافية بتركيباتها الحالية الرسمية في بلادنا لا يمكن أن تقوم بهذا الدور؛ لأنها مؤسسات تقليدية وبيروقراطية، ويديرها في الغالب أشخاص لديهم رؤية خاصة بهم». من جانبه، أوضح الكاتب نجيب يماني أن «في اليوم الوطني غيابا تاما عن فعاليات حقيقية كان ينبغي القيام بها؛ لترسيخ حب الوطن ومعرفة التاريخ الحقيقي لبلادنا من البداية، مرورا بكل التحولات الاقتصادية والسياسية والتنموية والفكرية»، مضيفا «لقد مرت على هذا الوطن إرهاصات فكرية واجتماعية كبيرة ــ ولله الحمد، استطاع الوطن بقيادية رشيدة أن يتجاوز كل هذا التيارات الفكرية أو يثبت للعالم أن هذا الوطن بني على أسس دينية صحيحة».