في أول موقف علني له على سقوط صنعاء، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن ما حدث من إسقاط لمؤسسات الدولة كان بفعل فاعل، لكنه لم يشر إلى هذا الفاعل، مشيراً إلى أن قوى خارجية وداخلية تحالفت لإحباط تجربة اليمن في الانتقال السلمي. وأشار هادي في مؤتمر صحفي أمس هو الأول له منذ أحداث الأحد الماضي إلى أن ضعف إمكانات الدولة وأطماع البعض أدت إلى الوضع الحالي في البلاد، وأن ما حدث في البلاد مؤامرة أعدت سلفاً وتجاوزت حدود الوطن وتحالفت فيها قوى عديدة، قائلاً إن صنعاء لم تسقط ولن تسقط وهى مدينة كل اليمنيين ولن تكون حكراّ وملكاً لأحد، واتفاق السلم والشراكة الذي وقع في الـ20 من سبتمبر الحالي ما هو إلا تعميد لخيار السلم. ودعا هادي الجميع في الظرف الحالي لتحمل المسؤولية والدفاع عما أسماه "حلم الجميع"، مشيراً إلى أنه عندما استلم السلطة في 2012 كانت هناك شبه دولة ومؤسسات مهترئة وجيش مقسم. في غضون ذلك، ما زالت تداعيات سقوط صنعاء بأيدي جماعة الحوثيين تتوالى في مشاهد تلقت إدانات واسعة من الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية، إثر الممارسات التي أقدم عليها مسلحون يتبعون للجماعة، التي وصفت بأنها انتقام من أبرز قادة خصومهم السياسيين في حزب التجمع اليمني للإصلاح، في حين لم تتعرض ممتلكات أي من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام ورموز نظامه لأي اعتداء، وهو الحزب الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقاد ست حروب على الحوثيين، ووصف خلال العقد الأخير بعدو الجماعة الأول. وأثارت المداهمات والاقتحامات التي أقدم عليها مسلحون يتبعون لجماعة الحوثي على منازل قيادات في حزب الإصلاح ومبنى فضائية (سهيل) استياءً لدى الوسط السياسي والإعلامي في البلاد، ودانت نقابة الصحفيين جماعة الحوثيين وحملتها "المسؤولية عن كل ما تقترف من أعمال"، بعد أن أقدم عدد من مسلحيها على اقتحام مبنى قناة سهيل ومصادرة أجهزتها واحتجاز عدد من عامليها، مما أدى إلى توقف بثها منذ مساء أول من أمس. إلى ذلك أعلنت النائب الأول للأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني أفراح الزوبة، استقالتها من موقعها احتجاجا على ما تشهده العاصمة صنعاء من أعمال فوضى وغياب مؤسسات الدولة وما وصفته "بانكسار كبرياء الدولة"، وقالت الزوبة في رسالة استقالة وجهتها للرئيس هادي: "إنها فقدت الإيمان بنجاعة العملية السياسية وفقدت الإيمان بكل ما يجري في الواقع بكل وبشخوصه وممثليه". من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، إن ما حصل في صنعاء الأحد هو "انهيار واضح للجيش اليمني". وأضاف في تصريحات له أن "معظم الأطراف لم تتوقع أن يحصل ما حصل بهذه الطريقة". وفي تطور منفصل تبنى تنظيم القاعدة هجوماً انتحارياً استهدف تجمعا للحوثيين في منطقة البقع بمحافظة صعدة شمال اليمن، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف تجمعاً للحوثيين، معقل الحوثيين، مشيراً إلى أن أحد عناصر التنظيم فجر سيارة ملغمة في تجمع للحوثيين بصعدة، مما أدى إلى مقتل العشرات منهم. من جانبه، أعلن زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي في كلمة له، أمس، أن اتفاق السلام الذي وقعت عليه جماعته، يشكل "صيغة سياسية جديدة" للبلاد. وأكد عدم وجود أي توجه "للثأر"، وقال إن اليد ممدودة إلى خصومه في التجمع اليمني للإصلاح. وقال: "لسنا في وارد الثأر أو الانتقام"، مطالبا بـ"الشراكة بدلا من الإقصاء". وأضاف متوجها إلى التجمع اليمني للإصلاح: "أيدينا ممدودة للسلام والتفاهم، وكحزب يمكن له أن يعيد لحمته مع الشعب من خلال هذا الاتفاق، اتفاق الشراكة الوطنية". كما شدد على ضرورة التوصل إلى حل لقضية الجنوب. مؤكدا على "إعادة اللحمة الوطنية بحل القضية الجنوبية"، مضيفا أن "إخوتنا في الجنوب متضررون وحتى الآن لم يتلقوا الإنصاف ولم تتحقق لهم العدالة".