×
محافظة المنطقة الشرقية

معرض جماعي وندوة وورش في ملتقى «خطاطي الشرقية»

صورة الخبر

بيروت: نذير رضا تقر المعارضة السورية بأن انتظار الضربة العسكرية الأميركية على سوريا، انعكس سلبا على التقدم الميداني «النوعي» في ريف دمشق، تحديدا، ضد القوات النظامية، حيث انشغل الجيش السوري الحر بالتحضير لخطط ما بعد الضربة، وسط معلومات عن إنجاز المعارضة «السيطرة على معظم المناطق المهمة في ريف دمشق»، بانتظار تحقيق التقدم النوعي الأخير، وهو نقل المعركة إلى العاصمة. لكن مصادر في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن من شأن إسراع الائتلاف في توفير المبالغ المالية المطلوبة من قبل هيئة الأركان في «الجيش الحر» من أجل إنشاء جيش وطني تحت مظلة الائتلاف، أن يساهم في إحداث تغييرات ميدانية لصالح المعارضة. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس انضم أول من أمس إلى اجتماع الهيئة العامة للائتلاف متعهدا بـ«تطورات ميدانية هامة ستحصل في القريب العاجل»، كما عرض «خطة لدى هيئة الأركان لإنشاء مؤسسة عسكرية واحدة ووضع تقديرات أولية بتكلفة تصل إلى 10 ملايين دولار». وقالت مصادر المعارضة إن إدريس حصل على وعد بتأمين الائتلاف هذا المبلغ خلال وقت قصير من أجل مساندة المعارضة العسكرية. ويقول المتحدث باسم القيادة العليا للجيش الحر قاسم سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إنه رغم «قلة الدعم العسكري والسلاح النوعي، فإنه جرى منع الجيش النظامي من التقدم، رغم سلاح الطيران والقصف الصاروخي والقتل بالأسلحة الكيماوية». ويقول: «لو كانت هناك أسلحة نوعية، لما استطاع الطيران النظامي أن يحلق ويقصف مواقعنا»، لافتا إلى أن «الجيش النظامي يتقدم بالغوطتين عبر إبادة المدنيين بالطائرات والسلاح الكيماوي، وقد لجأ إليها لتغطية فشله الميداني». ويوضح سعد الدين أن المعركة «تقوم على اشتباكات الكر والفر»، نافيا أي تقدم للنظام فيما «نسيطر بنسبة كبيرة على الأراضي السورية». ومقابل قلة الإنجازات النوعية للجيش الحر، تؤكد وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء، على مدار شهر، أن الجيش النظامي يتقدم في أحياء واسعة في شرقي حمص، وفي الغوطتين بريف دمشق، إلى جانب مناطق أخرى باتت خطوط تماس في محافظتي إدلب وحماه شمال سوريا. لكن الناشطين على الأرض، ينفون تقدم القوات الحكومية، أو تراجع قوات المعارضة. ويقول عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش الحر حقق خلال الفترة الأخيرة، إنجازات مهمة بالتقدم شمال دمشق في محور القلمون التي تعد منطقة استراتيجية لناحية فصلها جغرافيا بين العاصمة السورية ومحافظة حمص في الوسط. ويشير إلى «سيطرة المعارضة على اللواء 81 في القلمون، والسيطرة على عدة كتائب فيها؛ بينها كتيبة الشيلكا، والحصول على غنائم كبيرة بينها، وتدمير الأجزاء الأخرى من اللواء». كما يلفت إلى «السيطرة على مدينة معلولا، وانسحاب الجيش الحر منها بعد يومين، نظرا لحساسية المدينة وموقعها التاريخي والديني، وبهدف الحفاظ على معالمها وتجنيبها قصف الطيران». وتسيطر المعارضة، بحسب مصادرها، على أجزاء واسعة من ريف دمشق، على الرغم من أن النظام يحاصرها ويقطع أوصال كل بلدة على حدة، بحيث يمنع التواصل والتعاون بين المعارضين في البلدات المحاذية، خصوصا في الغوطة الشرقية. وعلى هذا الأساس، يقول الداراني إن الإنجاز النوعي للمعارضة، بعد السيطرة على 30 بلدة في الغوطة الشرقية، «هو نقل المعركة إلى العاصمة دمشق التي تقف المعارضة على تخومها، وتقاتل في ثلاث مناطق قريبة منها هي محاور جوبر وبرزة والقابون، ومنطقة تقع داخل العاصمة وهي العباسيين». ويشير إلى أنه «بعد هذا التقدم، يصبح الإنجاز النوعي إسقاط النظام عسكريا بعد نقل المعركة إلى عمقه في العاصمة، وهذا يتطلب تكتيكا جديدا وسلاحا جديدا يتناسب مع طبيعة المعركة الجديدة». ولا تنفي المعارضة أن انتظار الضربة الأميركية أثر سلبا على التقدم في مناطق أخرى على تخوم العاصمة، وساهم في «تجميد» التقدم. ويقول الداراني إن المعارضة «كانت تضع الخطط للسيطرة على المواقع النظامية بعد الضربة الغربية وتتأهب لاستغلالها، كالوصول إلى تخوم القصر الجمهوري بعد ثلاث ساعات من ضرب مطار المزة العسكري، والسيطرة على كامل مداخل العاصمة من ناحية الغوطة الشرقية بعد ضرب مطار (الضمير) العسكري». وفي الغوطة الغربية، تنفي المعارضة إحراز القوات الحكومية أي تقدم، وتحديدا في معضمية الشام وداريا، حيث «يتقدم الجيش الحر في داريا وجبهة حي الأربعين والمعضمية وصولا إلى تخوم مطار المزة العسكري». وإلى جانب حصار المناطق في الغوطة الشرقية، تقول المعارضة إن النظام يمارس ضغطا على الجبهة الجنوبية لدمشق، وتحديدا في مناطق ببيلا وحجيرة وعسالي والقدم. على صعيد التطورات الميدانية، قتل ثلاثة أشخاص بينهم صحافي في تفجير عبوة ناسفة في محافظة إدلب، شمال غربي البلاد. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بمقتل الصحافي فخر الدين حسن مع مواطنين اثنين «في تفجير إرهابي بعبوة ناسفة، استهدف حافلة لنقل الركاب على طريق عام إدلب - المسطومة». وأشارت إلى أن التفجير أدى كذلك إلى إصابة تسعة أشخاص بجروح.