لم تتوقف مسيرة ارتفاع أسعار المواشي في السعودية التي بدأتها منذ موسم الصيف ثم شهر رمضان الماضي، وسجلت ارتفاعات جديدة في الأيام القليلة الماضية مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، وسط توقعات بأن تسجل زيادات كبيرة خلال الأيام الـ10 الأولى من شهر ذي الحجة المقبل، بسبب شح المعروض في السوق مع تتابع المواسم التي يزداد فيها الطلب على الأغنام. وتوقع تجار مواشي في الرياض أن تشهد أسعار الأغنام خلال موسم عيد الأضحى المبارك هذا العام ارتفاعات كبيرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ وصل سعر الخروف النجدي الكبير حالياً إلى 3 آلاف ريال والنعيمي إلى أكثر من ألفي ريال، والسواكني التي تم تربيته محلياً إلى ١٢٠٠ ريال، والحرّي إلى ١٦٠٠ ريال. وقال التجار في حديثهم لـ«الحياة»، إن الكميات المتوافرة في السوق محدودة من الأغنام باستثناء السواكني الذي يتوافر بكميات كبيرة، مشيرين إلى أن سوق المواشي في الرياض تشهد حالات تلاعب وغش، خصوصاً أن الرقابة ضعيفة على الأسعار والتركيز فقط على النظافة، إضافة إلى أن مؤشر أسعار الأغنام الذي أطلقته أمانة مدينة الرياض لم يكن له تأثير إيجابي في استقرار أو انخفاض الأسعار. وأوضح تاجر الأغنام مخلف العنزي، أن الأسعار بدأت الارتفاع منذ شهر رمضان، في الوقت الذي لا تتوافر كميات كبيرة من النعيمي والنجدي، وهما الأكثر طلباً في السوق بشكل دائم، مشيراً إلى أنه لا يتوافر في السوق إلا السواكني الذي يركز كثير من المستوردين للأغنام على استيراده من الخارج بسبب سعره المنخفض. ولفت إلى أنه تم إدخال أكثر من ١٠٠ ألف رأس نعيمي سوري إلى السوق السعودية خلال شهر شعبان الماضي، وتم استهلاك الكثير منها، واستحوذ عدد من التجار على الجزء الآخر، مشيراً إلى أن الأسعار سترتفع في موسم حج هذا العام، ومن المتوقع أن كثيراً من الناس لن يضحون ويتجهون إلى تسديد قيمة الأضحية للجمعيات الخيرية. وأكد العنزي أن «موسم الزواجات في الصيف الماضي ثم شهر رمضان الماضي ثم موسم الحج، جميعها لعبت دوراً كبيراً في شُح وعدم توفر كميات كبيرة من الأغنام في السوق ما تسبب في ارتفاع الأسعار». وتوقع أن يكون الطلب على الأغنام ضعيفاً خلال موسم الحج بسبب ارتفاع الأسعار، وسيتركز الطلب على السواكني والتيوس المستوردة بسبب انخفاض أسعارها من البلد المصدر، إذ لا يتجاوز سعرها في السوق ٧٥٠ ريالاً. من جهته، توقع أحد بائعي الأغنام محمد الرشيدي، أن ترتفع الأسعار بشكل كبير خلال موسم الحج الحالي، وربما تصل الزيادات إلى ٤٠ في المئة، ليصل سعر الرأس الواحدة من النعيمي إلى 2200 ريال، وسيتجاوز سعر الرأس النجدي 3 آلاف ريال، موضحاً أن أسعار السواكني زادت حالياً بما يراوح بين ٦٠ و١٠٠ ريال للرأس الواحدة، ومن المتوقع أن تتجاوز ألف ريال. واتهم مجموعة من التجار الكبار بالتحكم في أسعار الأغنام والكميات المطروحة في السوق خصوصاً النعيمي والنجدي، لافتاً إلى أن معظم الوافدين يركزون على السواكني بسبب رخص سعره وتوافره بكميات كبيرة في السوق. واتفق معه تاجر الأغنام محمد بن علي، وتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعات كبيرة خلال الأيام الـ10 الأولى من شهر ذي الحجة، لافتاً إلى أن موسم رمضان والزواجات وغيرها من المناسبات أسهم في رفع الأسعار. وذكر أن أسعار الذبائح النعيمي ارتفعت خلال الفترة الحالية، وبلغ سعر الرأس الواحدة 2000 ريال، ومن المتوقع أن تتجاوز ٢٢٠٠ ريال، فيما يبلغ سعر رأس السواكني حالياً ٩٠٠ ريال ومن المتوقع أن يتجاوز الـ1000 ريال، أما الماعز فبلغ سعره أكثر من 1200 ريال، متوقعاً أن ترتفع تلك الأسعار مع بداية موسم الحج بسبب ارتفاع الطلب وقلة المعروض. وكان تقرير اقتصادي ذكر أن هناك شحاً في اللحوم الحمراء في السعودية، إذ إن الإنتاج المحلي لا يكفي سوى 40 في المئة من حاجة السوق، فيما يتم الاعتماد على توفير الكميات المتبقية من الأسواق الخارجية، خصوصاً أسواق دول شرق أفريقيا، مثل السودان والصومال وكينيا، إضافة إلى أسواق أخرى مثل أستراليا وتركيا وغيرها من الأسواق المصدرة للحوم الحمراء.