الذكرى الرابعة والثمانون ليومنا الوطني، إنها ذكرى وتذكير بما حققه المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه من حلم جاء بفضل الله سبحانه وتعالى في تأسيس هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية. إنها مناسبة نسعى فيها لترسيخ التآخي والتآزر بين أهل هذه البلاد، وتحتفي وزارة الثقافة والإعلام بقطاعيها الإعلامي والثقافي والمؤسسات الثقافية الأخرى مثل الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون بمجموعة من البرامج الإعلامية والفعاليات الثقافية المتنوعة في كثير من مدن المملكة. إن الاحتفاء باليوم الوطني هو تذكير بما أنعم الله على هذه البلاد من أمن ورخاء بعد فرقة وتشتت، وهي مناسبة للتذكير بما حباها من نعم كثيرة فهي بلاد الحرمين الشريفين مكة المكرمة، ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنعم عليها من قيادة حكيمة تصنع الخير وتحبه بدءًا من الباني المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده أبناؤه، حتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل المرحلة وصاحب المبادرات الخيرة داخل المملكة وخارجها. إعلاميًا دخلت المملكة العربية السعودية مجتمع الإعلام الحديث بتقنياته العالية وقدراته على تبادل المعلومات بثًا ونشرًا، صوتًا وصورة ومكتوبًا وبسرعة الضوء في ظل كم هائل ومتدفق من المرئي والمسموع والمطبوع، وأجيال من الأقمار الصناعية تتجدد كل عام، مما أعطى الإعلام السعودي بكل قنواته مسموعًا ومرئيًا وإلكترونيًا الخيارات الواسعة والمتعددة، وبفضل الرعاية المستديمة، والعناية المتواصلة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، وحكومة هذه البلاد المباركة. ثقافيًا إن النماء الثقافي والنهوض بالمؤسسات الثقافية على اختلاف مشاربها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد توسع عطاؤها، وانتشرت فعالياتها في الداخل والخارج، وفي هذا الأسبوع تنظم وزارة الثقافة والإعلام أسبوعًا ثقافيًا في جمهورية ألمانيا برعاية وزيري الثقافة في كل من البلدين، وقد نالت الثقافة دعمًا متواصلاً من قائد هذه البلاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز فله بصمات ومبادرات جليلة رسخ فيها الحوار الوطني الداخلي، وحوار المذاهب، وعالميًا كان لمبادرته العظيمة تأسيس قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مما أكسب هذه المبادرة صدى مدويًا في العالم، وأسست المملكة العربية السعودية بمشاركة مع جمهورية النمسا وأسبانيا مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار العالمي في فينا تحت مظلة الأمم المتحدة. إن هذه البلاد حينما تحتفي بذكرى اليوم الوطني فإنها تذكر رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز في محاربة الغلو والتطرف والإرهاب، وترسيخ مبدأ الإسلام النقي الصافي والحقيقي، وانتهاج الوسطية والاعتدال في الطرح والمعالجة ضمن منظومة قيمية أخلاقية وإنسانية تحكم حركة وحراك كل عمل إعلاميًا كان أو ثقافيًا. لقد سعت المملكة العربية السعودية من خلال رؤية الملك عبدالله إلى ترسيخ ثقافة السلام والوئام، وكان نهجها الدائم محاربة الأفكار المنحرفة والغلو والتطرف والإرهاب والتصدي لهم بكل حزم وقوة، ونشر ثقافة اللاعنف، وانعقد في هذه البلاد المؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب، بل وتأسس فيها مركز عالمي في إطار الأمم المتحدة للتصدي لهذه الآفة، وتبرع حفظه الله بمبلغ مئة مليون دولار العام الماضي، وعشرة ملايين دولار عند تأسيس هذا المركز، وطالب وبشكل دائم وجدي بالرجوع إلى إسلام التسامح وإسلام الوسطية، وإسلام النقاء والمجادلة الحسنة (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) صدق الله العظيم. هذه هي المملكة العربية السعودية تذكر وتستذكر ما منّ الله عليها من نعمة الإسلام وعقيدته الصافية النقية، وما منّ الله عليها من خدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة معتمريه وحجاجه، وما حققه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يحصى من إنجازات داخلية في مسيرة تنمية هذه البلاد، ويكفي أن أذكر مليارات الريالات التي صرفت لعمارة الحرمين الشريفين تسهيلاً لضيوف الرحمن وخدمة للإسلام والمسلمين. وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، وحكومة هذه البلاد على مايقومون به من رعاية وخدمة لخدمة الإسلام والمسلمين، وأمدهم بعون من عنده، ووفقهم لكل خير، وسدد خطاهم، إنه سميع مجيب. (*) معالي نائب وزير الثقافة والإعلام