لم تقف بعد كلمات المديح والثناء والإشادات التي تنبعث من كل مكان وجهة إعجاباً وانبهاراً بجميل منجز مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة والتي نالت رضا وإعجاب الرياضيين على المستوى العربي والآسيوي ولم يكن ذلك الأمر سراً بل ظاهراً في التصاريح الرسمية والمقالات الصحافية وقبل أن يخف ضوء الجوهرة المضيئة أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قراراً جديداً بإنشاء 11 مدينة رياضية بمدن مختلفة في هذا الوطن الغالي داعماً في هذه الخطوة رياضة الوطن وفاتحاً المجال بشكلٍ أوسع لشبابه في الإقبال على ممارسة الرياضة بنطاق واسع وفضاء فسيح تتسع به ميادين الملاعب الرياضية لشباب الوطن مثلما اتسع قلبه المحمّل بالحب وعقله المولّد أفكاراً لا تنضب لرفعة كل ما يتعلق بمصلحة الوطن والمواطن، ليست هذه البادرة الأولى لملك الإنسانية ولن تكون الأخيرة التي يحظى بها الرياضيون وتنالها الرياضة من أياديه الكريمة التي اعتادت أن تعضد انكسارات الكرة السعودية في الأعوام الأخيرة وتسند خطواتها المتعثرة وتصلح نتائجها المتردية فقد عاشت الرياضة تحت كنف ملك الإنسانية سنوات من عطائه المتواصل ودعمه المستمر ومتابعته الدائمة فحين ضاقت خزائن الأندية الرياضية قبل ثلاث أعوام وحاصرتها الديون وخنقت تحركاتها قلة الموارد المالية بادر الملك بفكره النير إلى صرف مكرمة مالية لجميع الأندية التي تحت مظلة الاتحاد السعودي ليعيد لها الحياة بعد أن ضخ في خزائنها المال في وقتٍ كانت معظم الأندية تئن تحت خط الفقر وبوجه الخصوص تلك الأندية القابعة في الدرجة الثانية والثالثة حيث لا تحصل على إيرادات كافية ولا تجد موارد تعينها على عملها لكنها وجدت يد الملك القائد حين ضاقت بها السبل وخلت خزائنها من المال فأعادت لها المكرمة المالية نشوة العمل وطموح الإنتاج لما يخدم الوطن، وتواصل دعم خادم الحرمين الشريفين لرياضة الوطن ففي كل عام تشهد الرياضة السعودية ولادة منشآت رياضية للأندية أو مدن رياضية تساق بشائرها للرياضيين وتحفز خطى المسؤولين عليها لمواصلة العمل لخدمة الشباب والرياضيين ففي عهده المعطاء أدامه الله للوطن بصحة وعافية شهدت الرياضة السعودية العمل على إنشاء أكثر من 5 مدن رياضية تقريباً افتتح منها مدينة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد الرياضية في عرعر ومازال العمل قائماً لإنشاء مدينة الخرج الرياضية وكذلك مدينة وادي الدواسر الرياضية وأضيف لهما المدن الرياضية الجديدة. وفي جانب منشآت الأندية الرياضية فاقت عدد المنشآت التي يتم العمل عليها والتي سيتم البدء بها الفترة المقبلة أكثر من 50 منشأة وفي مقدمة تلك الأندية الرائد والتعاون والطائي والجبلين والفيصلي ونجران وهجر والوطني وأحد وحطين والربيع وضمك والتهامي والقلعة والكوكب والدرعية والكوكب وأندية أخرى حظيت بدعم من خادم الحرمين الشريفين في إنشاء مثل هذه المنشآت الرياضية التي تخدم الشباب والمناطق وتحيي الرياضة السعودية. حين وضع ملك الإنسانية يده على كرة افتتاح مدينة الملك عبدالله في جدة الشهر الماضي نظر إلى أبنائه في المدرجات وبين عينيه باقي الشعب وساق لهم وعداً ألا تقف المنشآت الرياضية عند هذا الحد فقال وكرة الافتتاح بين يداه: "تستاهلون أكثر" في خطابه للشعب بكل أطيافه ومجالاته ولم يدم الانتظار طويلاً حيث أعلن الملك عن إنشاء هذه المدن الرياضية في مناطق متعددة ومتفرقة ليكون نفعها أعم وأشمل على كافة الشعب وليصل نهر عطائه لكافة شعبه دون تميز لمنطقة على أخرى وأكاد أجزم أن هذه البادرة لن تكون الأخيرة فستظل أيادي الملك المعطاء ممدودة لرياضة الوطن يغرف منها الرياضيون الدعم ويشربون منها المساندة ويعضدون بها خطواتهم في البطولات القارية والمنافسات العالمية، ولأن خطاب الملك الوالد دوماً ما يحمل رسائل للمسؤولين في الاهتمام بالمواطن والذي كان أهم ما ينادي الملك بخدمته وتهيئة سبل الراحة له ففي هذه القرارات وفي هذه الإنشاءات الرياضية رسائل أرسلها خادم الحرمين الشريفين لكل رياضي يمثل الوطن في أي لعبةٍ كانت وإن لم ينطق بها صريحة لكنها تفهم من خلال اهتمامه العميق وحرصه الشديد برياضة الوطن فهذه الإنشاءات جاءت لتهيئة الأجواء وتتيح المجال لكل رياضي في ممارسة لعبته وتهيئة نفسه في تمثيل الوطن حين يناديه المنتخب لحمل الراية الخضراء والدخول بها لمعترك البطولات والخطاب في المقام الأول يتوجه لكل لاعبٍ يمثل المنتخب السعودي الأول أن يدرك حين تركل الكرة بعد صافرة بداية أي لقاء للمنتخب أنه في خدمة وطنية لا تختلف عن تلك التي يقدمها رجل الأمن أو الطبيب أو المهندس فالاحتراف لا يلغي في أي حال من الأحوال حب الوطن والحرص على رفعته والنهوض به بل وجد الاحتراف ليكون طريقاً للنضج الكروي ولعل كأس الخليج المقبلة والتي فتحت لها المملكة أبوابها وسهل الملك طرق استضافتها خير بداية لأن يتفاعل اللاعبون مع تلك الجهود التي يبذلها الملك -حفظه الله ورعاه- لخدمة الرياضة ويقدموا الكأس هدية بسيطة لمقامه الكريم ولتكون عربون العودة القوية لبلدٍ يرددون نشيده الوطني قبل كل مباراة ويحملون شعاره على صدورهم.