أوضح الدكتور علي المالكي الداعية الإسلامي المعروف أن للفكر التربوي دورا عظيما في تقويم العقول وتوجيهها نحو الصواب، ولا شك أن حماية عقول الشباب كانت ومازالت تسير بخطى مدروسة بواسطة التربويين، ففي كل زاوية تجد لهم جهودا مشكورة يبذلونها مع النشء حتى يخرجوا لنا جيلا عظيما من بناة وحماة الأمة، فلابد من تسخير الإمكانات التي يحتاجها التربويون لبذل جهودهم في تحصين الشباب من الفكر المنحرف، ثم توجيهه نحو الفكر الذي يخدم دينه وأمته. وأضاف المالكي ولا ننسى دور الأسرة في تحصين الأبناء من الفكر المنحرف والضلالات والذي يتمثل في ثلاثة محاور رئيسية هم المحور البنائي: والذي يعتمد على تنشئة المرأة لأبنائها على المنهج الوسط النقي، فالأسرة هي المحصن الأول الذي يبدأ منه تحصين الأبناء. المحور الوقائي وهو دور لا بد أن تقوم به الأسرة في العمل على التحذير من الأفكار المنحرفة، دون الانتظار حتى أن يتبناها أحد الأفراد. المحور العلاجي: والذي نسأل الله ألا يضع فيه أسرة، وهو دور يسهم في معالجة ما تجده الأسرة في الأبناء من مؤثّرات تخدش فكرهم، وتسهم في هدم معالم التفكير السليم عندهم. وختم المالكي حديثه لـ «عكاظ» قائلا: لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة عدد كبير من الشباب إلى حد درجة الإدمان، فهذه المواقع سلاح ذو حدين حيث تضاربت الآراء حولها، وقد نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في التغيير والتعبير عما يكنه الشباب بداخلهم متأثرين بثقافة العصر والانفتاح على الثقافات العالمية، وبالمقابل فإن هذه الشبكات يمكن أن تكون أداة خطرة لهدم الأخلاق والقضاء على العادات والتقاليد الأصيلة، خاصة إذا استخدمت في بث الإشاعات وتزوير الواقع والحقائق. وهنا يبرز دور الإعلام الحقيقي والقنوات والبرامج الرسمية للدولة في توضيح المخاطر التي قد يتعرض لها الشباب وخلق البديل من مواقع تواصل تدار تحت إشراف المؤسسات الإعلامية الرسمية ويكون لها نفس التأثير ولكن بالشكل الايجابي الذي يتوافق مع تعاليم ديننا ويتماشى مع تقاليدنا وعاداتنا.