في كل عام ومع اقتراب الاحتفال باليوم الوطني، يهرع بعض الشباب إلى ورش ومحلات تزيين السيارات للتعبير عن فرحتهم عملياً، من خلال تغيير ألوان سياراتهم وعقد المسابقات فيما بينهم لأفضل سيارة تتزين لاستقبال اليوم الوطني، وهذا الفرح يقابله عدم تفاعل المرور معهم وإخفاء ما ينوي تطبيقه بحقهم من عقوبات قد تتفاوت من منطقة إلى أخرى. وعلى الرغم من مرور العديد من السنوات لاحتفالنا بهذه المناسبة، إلاّ أنه وفي كل عام يفاجئ بعض رجال المرور الشباب بالعقوبات المزاجية التي لا تخضع لقوانين ولا أنظمة واضحة ومكتوبة، بل اجتهادات ارتجالية، وكأن الإدارة العامة للمرور تتجاهل رغبات وحماس الشباب الذين لهم الحق بالتعبير عن فرحتهم المنضبطة، عبر تغيير لون مركباتهم بألوان مائية أو طلاء بلاستيكي ليوم واحد فقط، والذي يجب أن يسبقه التنبيه من إدارات المرور بالمملكة حول ذلك دون المساس بهوية المركبة، أو اختراق قوانين وأنظمة السير، أو التعدي على حريات الآخرين. وتمنى كثير من الشباب تعاون الجهات المعنية معهم في هذا اليوم، ليعبروا عن مدى حبهم لوطنهم، عبر طلاء سياراتهم باللون الأخضر والأبيض، داعين إدارة المرور تنظيم مثل هذه العملية وتوجيهها إلى المسار الصحيح، وعدم إصدار مخالفة لمن يفعل ذلك، حيث إنه بعد الانتهاء من المناسبة تُزال تلك الألوان، خاصةً وأنها مائية ترش بها السيارة، متطلعين إلى سن قوانين متوافقة مع الأنظمة. جائزة تزيين وأعلنت أمانة المنطقة الشرقية قبل أيام عن إطلاق جوائز مالية خاصة بمناسبة اليوم الوطني ال(٨٤) للمملكة، على مستوى حاضرة الدمام والقطيف، منها أفضل جائزة تزيين سيارة. وأوضح «م.فهد بن محمد الجبير» -أمين المنطقة الشرقية- أن الأمانة ومن منطلق مشاركتها في ذكرى اليوم الوطني للمملكة، وما لهذه الذكرى من أهمية خاصة في قلوب جميع السعوديين، فقد تم تخصيص جوائز مالية لعدد من المسابقات في ذكرى اليوم الوطني من بينها جائزة أفضل جائزة لتزيين السيارة تتضمن رسومات وعبارات خاصة باليوم الوطني، وهي مخصصة لفئة الشباب، مبيناً أنه تم رصد (20) ألف ريال لهذه الجائزة، فيما خصصت الجائزة الثانية ب(15) ألف ريال، والثالثة ب (10) آلاف ريال. ويبرز السؤال: لماذا يسمح بتلوين السيارات في المنطقة الشرقية ويمنح لها الجوائز وفي مدينة الرياض يمنع رغم أن المناسبة واحدة. يوم واحد وطالب الشاب "فراس الراشد" بإجراء مسابقات لأجمل عرض سيارات باليوم الوطني، ودعوة أصحاب الهوايات بالسيارات بالتحلي بكامل زينتها، متمنياً تعديل النظام والتعليمات التي تمنع تزيين السيارات بهذا اليوم، بأخرى جديدة تنسجم مع القوانين المرورية المعتدلة، على أن يعلن عنها المرور في اليوم الوطني. وناشد الشاب "صالح الشقحاء" إدارات المرور في كافة مناطق المملكة قائلاً: دعوا الشباب يحتفل باليوم الوطني ولو بطلاء سياراتهم بشعار الوطن؛ لأنه يوم واحد، مضيفاً: "يجب أن لا يكون تلوين السيارة لمجرد يوم واحد ممنوع"، متسائلاً: لماذا لا يسمح للشباب ليعبروا عن مشاعرهم تجاه الوطن ولو بتغبير ألوان سياراتهم؟ مبيناً أن عدم تمكينهم من ذلك يُعد منعاً لهم من إظهار فرحتهم للوطن الغالي، متمنياً أن يُعطي المرور رخصة لأصحاب السيارات لهذا اليوم لمن يريد تغيير لون سيارته مؤقتاً، أو يكون هناك قانون جديد بكيفية تغيير لون السيارة باللون والشكل المطلوب، مع أخذ تعهد على صاحب السيارة بتعديل لونها فور انتهاء اليوم الوطني، متطلعاً إلى عدم إصدار أي مخالفة في ذلك اليوم؛ لأنه يوم فرحة للجميع، وأن يقتصر عملهم هذا اليوم على التنظيم فقط، فالكل يجب أن يفرح. تحديد الممنوع وأوضح "الشقحاء" أن الغريب مطالبتهم بعدم تغيير لون السيارات وهو متوفر في محلات الزينة قبل اليوم الوطني وبعده، وبأسعار قد يساهم المرور بارتفاعها إلى حد الخيال، ولو كان هناك رقابة على هذه المحلات والورش لما تجرؤوا في طلاء السيارات، متسائلاً: هل المنع والمخالفات لنا فقط؟، ذاكراً أنهم كشباب يعتبرون طلاء سياراتهم جزءاً لا يتجزأ من التعبير عن فرحتهم باليوم الوطني، متسائلاً مرةً أخرى: ماذا يضير لو عملت على تغيير لون سيارتي إلى اللون الأخضر؟ إنه يوم واحد، دعونا نفرح ولا تفسدوا علينا ذلك بتصرفات غير نظامية، مشيراً إلى أنه مع الفرح المنضبط، ويجب على إدارات المرور مراعاة احتياجات الشباب، فما كان بالأمس ممنوعاً قد يكون في العام المقبل مسموحاً ومطالباً به من قبل إدارات المرور، مناشداً الجهات المعنية بأهمية تحديد الممنوع والمسموح قبل أن يهل علينا اليوم الوطني وحتى لا نكون ضحية المخالفات في يوم الفرحة. غياب التنسيق ومع تضارب القرارات التي تسمح وتمنع يتبين غياب التنسيق فيما بين بعض القطاعات، مما يجعل الشباب كما أكد "محسن المحمدي" يرتكبون العديد من المخالفات في هذه المناسبة الوطنية في كل عام، مطالباً بأهمية التعاون فيما بين الجهات المعنية للتنظيم وتحفيز الشباب بالتعبير عن فرحتهم المنضبطة، وتوجيهها من خلال بعض المظاهر الجميلة ولو بتغيير ألوان مركباتهم ليوم واحد وليس من خلال إحداث الفوضى والهمجية، متأسفاً أنه في كل عام نقرأ ونسمع تصريحات أنه في حالة تغيير ملامح السيارة بتغيير اللون ذاك اليوم فستكون مخالفة للنظام، وسيكون هناك دوريات ميدانية تُتابع وتُخالف، وقد تُحجز المركبة حتى يتم تعديلها، مشيراً إلى أنه في المقابل نرى بعض دول الجوار لا تمنع تلوين السيارات، ولكن في ذلك اليوم تراقب الطرق بالكاميرات، وتحجز المركبات المخالفة فوراً عقب تحديد المسموح والممنوع في احتفالات اليوم الوطني، مع سن الاشتراطات التي من أهمها أنه يجب الحصول على تصريح قبل تغيير الألوان، أو أي مسيرات من إدارات المرور والدوريات، مع السماح بكتابة عبارات وطنية، ووضع الملصقات على جوانب المركبة، ذاكراً أن هذه الإجراءات الاستباقية تضمن إتخاذ كافة التدابير لتكون احتفالية اليوم الوطني خالية من أية حوادث قد تعكر صفو المحتفلين في هذه المناسبة. شروط التزيين ورأى المواطن "سعد الشايقي" أهمية تعديل قواعد تزيين السيارات خلال اليوم الوطني، إذ يجب أن يتم السماح للشباب ببعض الممنوع سابقاً كتغيير لون المركبة أو وضع الملصقات وكتابة الكلمات الوطنية الجميلة، مع التشديد وحجز أي مركبة تحمل عبارات خادشة للحياء، أو ممارسة بعض أصحاب المركبات المخالفات، مضيفاً أنه على الراغبين في تزيينها الالتزام بشروط التزيين التي تضعتها الجهات المعنية، مُشدداً على أهمية منع المخالفات السلبية التي منها الخروج من نوافذ السيارات، أو التعدي على حرمات الآخرين، أو تعتيم أو تلوين الزجاج الأمامي، أو طمس الأرقام الأمامية والخلفية للمركبة، أو تغييرها وعمل حركات بهلوانية واستعراضية على الطرق، وكذلك تعطيل حركة السير والمرور وإغلاق الطريق على الآخرين، وغيرها من الأمور التي تنشر الفوضى والإزعاج، مؤكداً على أنه في هذه الحالة يجب التعامل بحزم مع كل من يفعل تلك السلوكيات غير حضارية وحجز مركباتهم فوراً. ثقة بالشباب وتساءل "د. عبدالعزيز الزير": لماذا نحجر واسعاً على الشباب في كل تصرف يفعلونه بدعوى سوء الظن؟ حيث نجد من البعض من يعارض كل تصرفات الشباب جملةً وتفصيلا، بل ويركز على كل سلبية في تصرفاتهم، وإن لم يجد فسوء الظن ديدنه تجاه هذه الفئة الغالية على قلوبنا، والتي هي عماد المستقبل وقوته بعد الله، إذا وثقنا بهم وساعدناهم ووجهناهم التوجيه الصحيح بعيداً عن إساءة الظن بهم، مضيفاً: "كم من شاب مبدع تم قتل ابداعه بسوء الظن به وبإبداعه" مبيناً أنه من هنا أجد أن تلوين السيارات باللون الأخضر هو تعبير صادق من هذه الفئة لما يحملونه في قلوبهم من محبة لهذا الوطن وقادته وشعبه، وهو تعبير لمدى ارتباطه بهذا الوطن ويتمثل ذلك بتعديل لون سيارته الى اللون الأخضر الذي يمثل شعار وطننا الغالي المملكة طوعاً وباختياره، مُشدداً على أهمية عدم إساءة الظن بهم ما دام أنهم لم يخترقوا نظاماً ولم يخلوا بشريعة، مؤكداً على أن هذا العمل سيكون ليوم واحد فقط وذكرى كريمة لتوحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، موضحاً أنه مع هذا التصرف دون إخلال بالنظام أو خدش للحياء. تصريح ليوم وللمواطنة "ريم الشهراني" رأي مخالف حيث تقول: إن تغيير ملامح السيارة يعد -حسب رأيها- جريمة، فلو أن أحداً من هؤلاء الشباب المصرح لهم بطلاء سياراتهم اقترف جريمة أو مشكلة كبيرة فإنه سيصعب على المرور العثور عليه، مضيفةً أنه إذا كان لابد من السماح لهم بتلوين المركبة فيكون مرتبطاً بشرط أن تكون اللوحة واضحة، وأن يتم تسجيل رقم اللوحة وجميع معلومات المركبة والسائق لدى المرور، إلى جانب إعطاء السائق تصريح ليوم واحد فقط، وأن يسمح للشباب الاحتفال في مناطق أو شوارع معينة حتى لا تكون هناك مشاكل أو مضايقات. ووافقها الأستاذ "صالح فرج أبو يزن" في نقاط ويخالفها في أخرى، حيث رأى أن أسلوب المنع لم يعد مجدياً، ولن يزيد الشباب إلاّ عناداً، ولكن لو عقد المرور قبل أسبوع أو شهر الندوات التوعية والتثقيفية حول موضوع تلوين السيارات، وأن المقصود منه الاحتفال بأدب واعتدال لكان أجدى بكثير من المنع، الذي لن يزيد شبابنا إلاّ مزيداً من حالات الاستهتار والشغب.