وما زالت الشقيقة لبنان بلا رئيس، ولا أمل يلوح في الأفق بظهور سيدنا عيسى ابن سيدتنا مريم مهما أجَّل سيدنا يوشع بن نون (بدعائه) غروب الشمس!وما زلنا نعتب على عقلاء لبنان: كيف يختلف الشعب الفينيقي الجميل وفيهم الحلا كله؟ كيف يبحثون عن شخص يتفق عليه الأغلبية وفيهم فيروز (إِمُّو لزيييياد) التي يتفق عليها العرب جميعاً، ويحترمها المسلمون جميعا كلما صدحت: يا قارئ القرآن صلِّ لهم، وتعدها كل الكائنات الجميلة سفيرةً لها عند البشر؟!!وما زلنا نذكرهم بأهمية تزكيتها رئيسةً أبدية مع وضع صورتها مكان شجرة الأرز، ومغنطة الشريطين الأحمرين ليُسجَّل عليهما أغنيتها الرحبانية (بحبك يا لبنان) بعد أن تعتمد نشيداً وطنياً، وسيكون العلم اللبناني بذلك أول (علمٍ بالصوت والصورة) في التاريخ كما اقترحنا منذ موووبطي!! كنا متفائلين رغم كل شيء ولكن ليس بعد وفاة السيد/ هاني فحص؛ ذلك العقل (التجريبي) كما يصف هو ( أبا عمار/ ياسر عرفات) و(أبا مصطفى الخميني) يوم كان في المنفى فيلسوفاً ثائراً على الظلم والظلمات قبل أن يصبح آية (إيرانية) عظمى في السياسة القذرة!!هاني فحص هو خير من يمثل ما نسميه (العقل الإبراهيمي) نسبةً إلى سيدنا أبي الأنبياء/ إبراهيم عليه وعلى ذريته الصلاة والسلام: عقل لا يترك سؤالاً إلا بالانتقال إلى سؤالٍ آخر؛ حتى غدت سيرته حافلةً بالتحولات الشجاعة الجريئة وإن بدت (للمصنِّفين) غريبة، من ثورة الفلاحين (الاشتراكية) مطلع السبعينات إلى تشكيله مع سمير فرنجية (المؤتمر الدائم للحوار اللبناني) الذي كان شرارة ثورة (14 آذار) الشعبية الوطنية لا الحزبية السياسية!! مروراً بانضمامه إلى حركة (فتح) ومساهمته في تأسيس (حزب الله) وتركه بلا تردد حين شعر بانحرافه مبدئياً عن هدفه الأسمى: مقاومة العدو الإسرائيلي! لكن أهم ما يميزه رحمه الله أنه الوحيد الذي بايع فيروز؛ حيث يقول في (المشهد) للسيدة الأنيقة/ جيزيل خوري عبر ( BBC) عربي: غيرت فكري وقت اللي كانت فيروز بتغني: (ياقمر مشغرة/ يا بدر وادي التيم)؟، وهي موال الأغنية الحماسية: (خبطة قدمكن ع الأرض هدَّارة)! نقلا عن مكة