المشاهير شركاء في «تويتر»، إذ لا فرق بين معممٍ كجلمود صخرٍ حطّه سيلُ الخيباتِ من علٍ إلى أسفل سافلين، وبين لابس «كرفته» مستعيضٍ عن الإنجاز باستكانته إلى وضعية ضحية يصنع سكينة بيده. إذن فلا فرق بينهما -في اشتغالاتهما الموتورة- ذلك أنّ أخلاقيات «تويتر» جمعت المتناقضات، وكلهم حثيثاً إلى الهشتقةِ يسعون، حيث تتكافأ في ذلك ذممهم، لا يأنفون من الهياط بمفرداتٍ مفرطة في التّشنج، وبأسلوبٍ كتابيّ يكرّس هيمنة «التّشفي»! وكأنما هم يثأرون لبيئة مستضعفةٍ قدموا إلينا منها. وتطلباً للوقوف على ظاهرةٍ تمثّل هذه الشراكةِ، يمكن أن نضع هاهنا قواسم مشتركة في الممارسة، تجمع ما بين عاشقٍ للطّقطقة، إذ تغريه من متابعيه كلمة «بنص الجبهة يا شيخ» ليتجلّى بالتالي: «عادل» بحضرة سيد النكتة.. ومَدد يا سِيدي «كلباني»! وما بين مَن لا تجيد سوى حرفةِ الطّق -للطار وللحنك معاً- إذ يغريها هي الأخرى أن تبقى دوماً بالصورة نكاية بكل «راغب» حتى وإن كان من غير علامة.. إنها «أحلام». أدعكم الآن مع شيءٍ من قواسمهما المشتركة: * يتمتعان بكونهما «ظاهرة صوتية»، أو بمعنى أوفق للصواب هما ظاهرتان «حَلقيّتان/ شفهيّتان»، ولولا سلامة المخارجِ لكليهما لظلَّا نكرتين -وفي الخارج من صندوق الضوء- ولئن أطفأت الضوء من حولهما تبيّن لك بمنتهى الوضوح أنهما لا يتحركان إلا بفعل غيرهما، إذ ليس لهما من أمرهما شيء. * كائنان لا يعيشان إلا بالصّخب يحتويهما احتواء السّوار بالمعصم، ونفتقدهما شيئاً فشيئاً إذا ما الصّمت ساد المكان. * يعشقان الشّغب وبكفاءة من يُحب «النّقْرة»، لا يمكنهما أنْ يفوّتا أي موقفٍ -أو مداخلةٍ- دون استثماره، وذلك بتحويله إلى هوشة وضروب من تهكّم تطاول مَن يختلف معهما.. في الأثناء التي يُسجل فيها لـ«عادل» تفوّقه في الإسقاطات مسكوناً بالإجابات المسكتة تلك التي من شأنها إحراج المتداخلين معه، ما يجعلك تنسى إبانها أنك بإزاء «حاملٍ للقرآن»! في حين تُسجّل لـ«أحلام» لياقتها الناريّة في استقطاب أي أحد لمشاغبتها، ما يجعلك تنسى على أثرها أنها أنثى/ ناهيك عن كونها فنانة! * وبما أنهما جعلا من «تويتر» مكاناً للخصومة -والصراخ- وجدا نفسيهما أسيرَين لمفرداتٍ «سوقيّة»، بحيث أتلفا مثالية التعامل مع «الحرية» بسلاطة تكرّس هيمنة «العبودية» الكفيلة بإعادتنا إلى مربع رقم (واحد) من الإخفاق الأخلاقي. * نموذجان لِمن ألفى نفسه فجأة منتقلاً من «العتمة» إلى بؤرة «ضوء الشهرة» بسرعةٍ لم يتمكن معها أن يغيّر حتى «زِيّه» الذي لم يكن لائقاً إلا بظلام العتمة! * حينما تتأمل تغريداتهما لا يخالجك شكٌّ في أنهما قد لجَآ إلى الإفراط في التعبير عن شعورٍ صارخ ومتوترٍ جاء نتيجة لكبتٍ قد عاشاه قبلاً في الصغر. خلاصة ما يمكن قوله: شكراً لـ«تويتر»، ذلك الذي ما فتئ يُسقِط الأقنعة قناعاً تلو قناع، ثم لا يلبث أن يبرئ ذمته ناصحاً: (وش.. أسوي.. هذه هي حقيقتهم.. وكولي طبخك يالرفلا) هؤلاء رموزكم.. وأنتم مَن بأيديكم صنعتموهم أوثاناً من التكبير أو التصفيق.