×
محافظة مكة المكرمة

وقف على تحسينات لسجون القنفذة والعرضيات .. اللواء السواط: عودة السجناء بعد الإفراج عنهم مشكلة تؤرقنا

صورة الخبر

بات أمرا مألوفا مشاهدة فديو يمثل معلما يحمل سوطا يجلد به طلابه الصغار مستمتعا بمنظرهم وهم يتلوون أمامه ألما وجزعا!! من يشاهد هذه التسجيلات المتكررة التي تعرض أشكال التعذيب التي يتلقاها الطلاب على أيدي معلميهم داخل مؤسساتهم التعليمية، قد يظن أنها حالة طارئة نجمت بفعل التغير الذي حدث في سلوك أبناء هذا الجيل. لكنه ظن لا يدعمه دليل، فما الذي يبرهن لنا أن طلابنا لم يكونوا يتعرضون لمثل هذا الإيذاء العنيف الذي يتعرضون له اليوم ونحن غافلون؟! في تلك الأيام لم تكن التكنولوجيا صادقتنا بعد، ولم نعقد حلفا مع أجهزة الآيفون والسامسونج وغيرها من العيون التي ترقب وتحصي تحركات المعلمين نيابة عنا، وربما لو كنا نملك ما نملكه اليوم من تلك الأجهزة لرأينا من صور التعذيب والتعنيف ما لايقل عما نراه اليوم! كم نحن مدينون لتلك الأجهزة الصغيرة، وكم هي تستحق الشكر والمحبة، فهذه الأجهزة صارت الآن بمنزلة المفتش التربوي الأمين، تقتحم الفصول الدراسية وتتجول في ساحات المؤسسات التعليمية وممراتها، وتطوف في دور الرعاية والسجون والمساجد والأسواق والطرقات، فتطلعنا عينها الصقرية على تفاصيل خفية دقيقة ما كان لنا أن نطلع عليها لولا همتها تلك. قبل جيل الجوالات من كان يخطر بباله أن مدارسنا تضم هذا العدد الكبير من المعلمين الجلادين؟! أو أن المساجد يمكن أن تتحول إلى صالات تعذيب؟! أو أن دور الرعاية يمكن أن تكون دورا لانتهاك الكرامة الإنسانية؟! أو غير ذلك مما صارت تطلعنا عليه تلك الجوالات الصديقة!! إن هذه الغزارة في استخدام العنف مع الصغار، قد تفسر لنا أسباب كثرة من نشاهدهم يحملون داخل نفوسهم الكراهية والشراسة وسيئ القول وسرعة اللجوء إلى الضرب باليد إن لم يكن بالسلاح، فهؤلاء الصغار الذين ينشأون على الجلد والتعذيب، ثم يقال لهم: إنكم تستحقون ذلك جزاء ما وقعتم فيه من أخطاء، لا يملكون بعد أن يكبروا سوى أن يعتنقوا الإيمان بأن العنف والإيذاء هو جزاء حق وعادل لكل من يحكمون على سلوكه بالخطأ. إن خرج من بين مدارسنا ومساجدنا شباب لا يؤمنون سوى بالتفجير وقطع الرؤوس سبيلا إلى الإصلاح (الذي يظنون أنهم يدعمونه)، فما ذاك إلا حصاد ما زرع في نفوسهم أيام الصغر، ربوا على العنف فآمنوا به!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة