أغلبنا في هذا الزمان معاقون عقليا! نعم لا تستغربون.. لقد أهملنا عقولنا لدرجة وصلنا فيها إلى مرحلة الإعاقة الذهنية! لا نستطيع الوصول إلى أقرب مكان دون اللجوء إلى الـ “جي بي إس” أو “جوجل ماب”، ولا أن نتصل على أقرب شخص أو صديق ما لم يكن رقمه مخزنا في ذاكرة هواتفنا، انظر إلى كمية الحزن والإحباط التي تصيبك عند فقدان هاتفك المحمول وأنت تردد طوال الوقت “الجهاز ليس مهما، بل الأهم الأرقام التي فيه”، والمفكرة التي تحمل مواعيدك وخططك المستقبلية، وشيء من خواطرك دونتها على عجل كي لا تنساها، تشعر أنك تائه، لأنك ببساطة لم تفقد هاتفك، بل فقدت جزءا من عقلك أودعته في جهازك، وقس على ذلك الكثير من الأمور مثل أبسط العمليات الحسابية، فلماذا تتعب مخك والآلة الحاسبة في كل مكان! كلنا لدينا نفس العدد من الخلايا في أدمغتنا، فما الذي يجعل أشخاصا مثل آينشتين أو نيوتن وغيرهم يتفوقون علينا؟ لقد حاول العلماء إيجاد السبب، لذا قاموا بتشريح دماغ آينشتين بعد وفاته ولم يجدوا أن دماغه أكبر من أدمغتنا! الفرق الوحيد بيننا وبين هؤلاء العباقرة أنهم شغلوا أدمغتهم واستحثوا الأفكار من تلك الخلايا القابعة في تلافيفه المظلمة. يبهرك شخص استطاع تعلم لغة غريبة في أسبوع رغم إعاقته أو مرضه، ونحن نمضي 12 سنة في المدارس نتعلم اللغة الإنجليزية وفي النهاية لا نخرج إلا ببضع كلمات! فهذا “دانيال تامبت، استطاع تعلم اللغة الأيسلندية في أسبوع، بل وأجرى مقابلة تلفزيونية متحدثا بها بطلاقة رغم إصابته بالتوحد والصرع ومتلازمة آسبرغر منذ الصغر، إضافة لإجادته عشر لغات ولم يكتف بذلك، بل اخترع لغة جديدة أسماها “منتي”، وسبقه إلى ذلك الصحابي الجليل “زيد بن ثابت” الذي تعلم اليهودية، وهو شاب صغير في 15 يوما. أما ستيفن ويلتشر أو “الكاميرا البشرية”، كما يلقب، فقد ولد أصم، ولم ينطق حرفا حتى بلغ التاسعة ورغم ذلك تمكن من رسم لوحة بانورامية عرضها عشرة أمتار لمدينة “طوكيو” بعد أن رآها وهو على متن طائرة هليكوبتر بكل تفاصيلها وبناياتها وشوارعها والشيء نفسه فعله لروما، حيث رسم بيوتها وآثارها بعدد النوافذ والزخارف نفسها التي تزينها بدقة.. لقد استخدموا مساحات أكبر من أدمغتهم. نحن نستطيع إيقاظ واسترداد عقولنا مهما كانت أعمارنا بسبع طرق فعالة أهمها تحدي أنفسنا بممارسة التمارين الذهنية، فعقلك مثل جسدك بحاجة للتدريب، الغذاء الجيد، التنفس الصحيح للحصول على أكسجين أكثر، الاسترخاء مع تجنب المأكولات الضارة، تعلم التركيز وتدرب عليه وأخيرا ثق بقدراتك.