الدكتور محمد بن حمود الهدلاء الباحث في الشؤون الامنية والقضايا الفكرية ومكافحة الارهاب والأمن الالكتروني يقول انه مع الأسف ان الشباب الحائر وجد من يساندهم في بناء أدوات الإرهاب وتجنيدهم من بعض الذين يتخذون الدين ستارا، وممن يتخذون مناصرة الحق قناعا. واضاف ان بعض شبابنا مع الأسف يمثلون لبعض الدوائر الإقليمية والدولية ولبعض أصحاب الطموحات السياسية أرصدة يستثمرونها ووجد بعض شبابنا المنظرين الذين يغررون بهم ويستغلون سذاجتهم ويصورون لهم الصراعات الإقليمية والخلاف بين الأحزاب والجماعات كأرض جهاد. ولم يدرك شبابنا أن مفهوم الجهاد في الإسلام نبيل يختلف في مشروعيته وأهدافه عن الممارسات الخاطئة لبعض الجماعات المنحرفة. كما أن سوء فهم بعض الشباب لمعنى الجهاد وكيفية تطبيقه دفعت جماعات التطرف لاستغلال هذا الجانب لتحقيق أهدافها ومصالحها ساعدهم في ذلك الخطاب الترويجي في كثير من المنابر ثم ان وجود بعض المنحرفين فكريا في بعض المؤسسات سبب مهم في التغرير والتجنيد. مخاطر الوسائط يضيف الدكتور الهدلاء ان شبكات الإنترنت تعد من أهم قنوات الاتصال للجماعات التكفيرية المتطرفة من فئة البغي والضلال حيث تبث من خلالها سمومها وأيديولوجيتها لتجنيد الشباب في خلاياها مع انتشار أكثر من نصف مليون معرف في مواقع التواصل الاجتماعي تحت أسماء وطنية وأسر سعودية من اجل كسب المتعاطفين وإيهامهم أنهم سعوديون، وهم في الحقيقة من دول لها أجندة في المنطقة تريد تشويه الإسلام المعتدل وإلصاق تهمة الإرهاب بالمواطنين. نجاح الاستراتيجية ويواصل ان التجنيد والتغرير بشبابنا أصبح ظاهرة ولا يشك عاقل في نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب الميدانية التي حقق من خلالها رجال الأمن البواسل الكثير من العمليات الاستباقية، لكن يبقى الجانب الفكري ودوره الوقائي والاستباقي هو المعني، فالقضاء على الإرهاب يستلزم القضاء على مسبباته وجذوره من خلال إيجاد استراتيجية فكرية تربوية تشترك فيها جميع مؤسسات المجتمع، مع توسيع دائرة البحث عن الأسباب الحقيقية للإرهاب ودراسة شاملة للظروف النفسية والاجتماعية والأسرية التي تدفع هؤلاء الشباب إلى ترك بلدهم والذهاب إلى مناطق الصراعات المختلفة. أسئلة حائرة ويتساءل الدكتور محمد: من يقف وراء التغرير بالشباب ومن باعهم بأبخس الأثمان، من المسؤول عن تجنيد بعض شبابنا في الخلايا الإرهابية، من يمولهم ومن يوظفهم حتى أصبحوا حطبا لكل من أراد أن يوقد فتنة أو يشق صف الأمة؟ ويضيف: لقد شخصنا الداء وبقي العلاج.. إن كشف عور الفكر المنحرف عن منهج الإسلام وبيان ضلاله يبدأ من أسوار المنزل إلى المسجد مرورا بفصل المدرسة.