×
محافظة المنطقة الشرقية

«توَّهتونا»!

صورة الخبر

بعد أكثر من سنتين على مقتل أسامة بن لادن، لا يزال القلق من التطرف الإسلامي منتشراً على نطاق واسع بين المسلمين من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا. مركز "بيو" الأميركي للأبحاث استطلع مؤخراً آراء مسلمين في عدد من البلدان الإسلامية، ووجد أن 67% من المسلمين قلقون بدرجات مختلفة من التطرف الإسلامي. في خمس دول –باكستان، والأردن، وتونس، وتركيا، وإندونيسيا- زاد قلق المسلمين من التطرف خلال العام الماضي. الجماعات المتطرفة لا تتمتع بتأييد في أوساط المسلمين. حوالي 57% من المسلمين الذين شاركوا في استطلاع الرأي عبروا عن وجهة نظر سلبية تجاه تنظيم القاعدة، فيما عبر 51% عن نظرتهم السلبية لحركة طالبان. غالبية المسلمين عبروا عن معارضتهم استخدام العنف تحت ستار الإسلام. وحوالي 89% في باكستان، 81% في إندونيسيا، 78% في نيجيريا، و77% في تونس قالوا إن التفجيرات الانتحارية وأعمال العنف الأخرى التي تستهدف المدنيين لا يمكن تبريرها "إطلاقا". ومع أن نسبة هامة في بعض الدول لا تزال تعتقد أن التفجيرات الانتحارية يمكن أن يكون لها مبرر –بما في ذلك 62% من المسلمين الفلسطينيين- إلا أن تأييد أعمال العنف باسم الإسلام تراجع بشكل عام بين الشعوب الإسلامية خلال العقد الماضي. هذه النتائج هي من بين الأهم التي توصل إليها استطلاع الرأي الذي أجراه مركز "بيو" للأبحاث في الفترة بين 3 مارس-7 أبريل، 2013. أجريت مقابلات وجها لوجه مع 8989 مسلما في 11 بلدا هي: مصر، وإندونيسيا، والأردن، ولبنان، وماليزيا، ونيجيريا، وباكستان، والأراضي الفلسطينية المحتلة، والسنغال، وتونس، وتركيا. استطلاع الرأي وجد أيضاً أن الغالبية العظمى من المسلمين في نيجيريا يعارضون منظمة "بوكو حرام"، وهي حركة إسلامية متطرفة في مركز الانتفاضة العنيفة في شمال نيجيريا، وهي تقول إنها تهدف لتطبيق الشريعة في البلد. التطرف الإسلامي غالبية المسلمين في الدول المشاركة عبروا عن قلقهم من التطرف الإسلامي في بلادهم. حوالي 75% من المسلمين في السنغال عبروا عن قلقهم من التطرف، مقابل 60% في لبنان، وتونس، وماليزيا، ونيجيريا، وباكستان، ومصر، والأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي الأردن، قال 54% إنهم يعتبرون التطرف الإسلامي تهديداً مقابل 45% قالوا إنهم لا يرون ذلك. تركيا هي البلد الوحيد الذي قال فيه على الأقل نصف المشاركين (51%) إنهم ليسوا قلقين من التطرف الإسلامي. القلق من التطرف ازداد في بعض البلدان، بما في ذلك باكستان، حيث قال ثلثا المسلمين الآن إنهم يخشون من تهديد التطرف الإسلامي، مقابل 58% في 2012. في تونس، قال 60% إنهم قلقون من التطرف الإسلامي مقابل 42% في العام الماضي. وعلى العكس من ذلك، انخفضت في الأراضي الفلسطينية المحتلة نسبة الذين عبروا عن قلقهم من التطرف حوالي 14 نقطة مئوية عمَّا كان عليه الأمر في 2011. في لبنان، عبر 74% من الشيعة، و72% من السُنة، و92% من المسيحيين عن قلقهم من التطرف الإسلامي. أما في نيجيريا فعبَّر 74% من المسيحيين و69% من المسلمين عن قلقهم من التطرف الإسلامي. التفجيرات الانتحارية القلق الواسع من التطرف الإسلامي مقترن بشكل عام مع رفض التفجيرات الانتحارية وأشكال العنف الأخرى باسم الإسلام. ولكن في بعض البلدان، هناك أقليات ملحوظة من المسلمين يقولون إن مهاجمة المدنيين يمكن أن يكون لها ما يبررها أحياناً للدفاع عن الإسلام ضد أعدائه. في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غالبية المسلمين لديهم وجهة النظر هذه. معارضة التفجيرات الانتحارية وصلت في باكستان إلى 89%، وفي إندونيسيا 81%، وفي نيجيريا 78%، وفي تونس 77%، وفي ماليزيا 58%، وفي تركيا 54%، وفي الأردن 53%، وفي السنغال 50%. ولكن في ماليزيا قال حوالي 27% إن مهاجمة المدنيين يمكن تبريرها في بعض الأحيان، فيما عبر 25% من المصريين و33% من اللبنانيين عن وجهة النظر نفسها. من الملاحظ أن دراسة "بيو" لم تجد علاقة بين العُمر والمستوى الاقتصادي وحتى مدى الالتزام الديني وبين تأييد التفجيرات الانتحارية باسم الإسلام. الجماعات المتطرفة بشكل عام، تنظر المجتمعات الإسلامية بشكل سلبي إلى الجماعات المتطرفة. وتنظيم القاعدة هو أكثر الجماعات الإسلامية التي ينظر إليها المسلمون بشكل سلبي، إذ عبر 96% من المسلمين في لبنان، و81% في الأردن، و73% في تركيا، و69% في مصر عن وجهات نظر سلبية تجاه القاعدة. كذلك فإن أكثر من نصف المسلمين في نيجيريا، والسنغال، وتونس، وإندونيسيا، والأراضي الفلسطينية المحتلة لديهم نظرة سلبية إلى تنظيم القاعدة. أما بالنسبة لحركة "حماس" فقد عبَّر 67% من اللبنانيين السُنة و81% من المسيحيين عن وجهة نظر سلبية تجاهها، فيما عبر 62% من الشيعة عن وجهة نظر إيجابية تجاه حماس. وفي تركيا عبر 73% عن وجهة نظر سلبية من حماس، وكذلك 55% في الأردن، و49% في مصر. ومنذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في 2007 تراجعت نسبة الدعم للحركة حوالي 15 نقطة. تراجع التأييد كان معظمه بين مسلمي الضفة الغربية، حيث كانت الحركة تتمتع بتأييد 70% في عام 2007 مقارنة مع نسبة تأييد 51% فقط حالياً. أما في غزة فلم تتغيَّر وجهة النظر كثيراً منذ عام 2007. أما وجهة النظر حول "حزب الله" في لبنان فهي منقسمة بحسب الطائفة. فقد عبر 94% من السُنة و60% من المسيحيين في لبنان عن وجهة نظر سلبية تجاه حزب الله، فيما عبر 89% من اللبنانيين الشيعة عن وجهة نظر إيجابية من الحزب. كما عبر 74% في مصر، و73% في تركيا، و72% في الأردن، و49% في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن وجهة نظر سلبية تجاه حزب الله.