×
محافظة المنطقة الشرقية

«داعش» يكافئ أنقرة بإطلاق رهائنها الـ49

صورة الخبر

قضية هامة وغاية في الخطورة تتمثّل في تلك الأعمال الإجرامية التي تمارسها المنظمات الإرهابية غلواً وتطرفاً وإمعاناً في ممارسة القتل وجزّ الرؤوس والتمثيل بالقتلى، والتي أصبحت مشهداً شبه يومي تنقله لنا بعض القنوات التليفزيونية وبرامج التواصل الاجتماعي بشكل يبعث على التقزز من تلك الأعمال الإجرامية والمخزية؛ مما يمثّل انتقاماً من الإنسانية ونسفاً للأخلاق واعتداءً على المكارم وتشويهاً لصورة الإسلام والمسلمين بأيدي مجموعة من غلاة الدين؛ يعيدون صورة موغلة في البشاعة ل"الخوارج" الذين نهجوا هذا المبدأ على مرّ التاريخ الإسلامي، وكأننا عبر هذه الصور الإجرامية التي تمارس هذا اليوم نستعيد ذلك الوجه القبيح لهذا الإفراط في انتهاك القيم والأخلاق الإنسانية. إن مواجهة هذه الجماعات الإرهابية وممارساتها المشينة يعتبر في واقع الأمر ضربا من ضروب الجهاد ضد المعتدين على الأمن وتهديد حياة الناس، وجهاداً ضد منتهكي العدالة الربانية، أو مدعي تصحيح السلوك اليومي للأفراد أو الجماعات. ليس من الإسلام وقال الشيخ "إبراهيم بن عبدالله الحسني" -رئيس المحكمة العامة بالرياض- لقد اطلعت على ما نُشر عن بعض معتنقي الفكر الضال والمغررين بالشباب للذهاب لمناطق الصراع والفتن، وما يفعله الغلاة من قطع الرؤوس وتذكية الناس كالشياه والغنم، وتصوير ذلك وبثه عبر وسائل إعلامهم وبرامج التواصل الاجتماعي بأن ذلك كله ليس من الإسلام في شيء، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الكفار فضلاً عن المسلمين برفق وعدل ولين وسماحة وعفو. وأضاف:"لنأخذ العبرة من هذه القصص الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونتأمل حال اليهود يؤذونه ويبدؤون بالعداوة ومع ذلك يرفق بهم؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت إن اليهود مروا ببيت النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم أي الموت عليكم، فقال صلى الله عليه وسلم (وعليكم) فلم تصبر أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها فقالت السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال صلى الله عليه وسلم مهلاً يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش، فقالت أولم تسمع ما قالوا؟، فقال أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم فيستجاب لي ولا يستجاب لهم. (وقولوا للناس حسنا). وأشار إلى أن محاربة هذه الفئة وهم الخوارج من القاعدة والدواعش الذين يحاربون بلادنا يعتبر من الجهاد في سبيل الله؛ لأن في حربهم توحيداً للصف وحفظاً للأمن وحقناً للدم وقطعاً لأطماع الأعداء في خلخلة الجبهة الداخلية؛ ليسهل تدخلهم وحفظاً لما نحن فيه من نعم، وتكون المحاربة بالفكر وبالخطب على المنابر ووسائل الإعلام ومجامع الناس لمن يملك هذا، وتكون بالإبلاغ عمن يحمل هذا الفكر ويتعاطف معه أو يجند أو يدعو إليه أو يغرر الآخرين به وتكون بالقوة لمن يملكها وهو السلطان وحده لا غير. لزوم الجماعة وقال الشيخ "الحسني" على الجميع لزوم جماعة المسلمين وإمامهم في مثل هذه الأحوال وما تشهده من تلك الفتن التي بدت تعصف ببلاد الإسلام من كل جانب، والتي تقودها أفكار ومنظمات وتنظيمات هدامة، لحديث حذيفة بن اليمان قال كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنّا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم، وفيه دخن، قلت وما دخنه، قال:قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتكم، قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة وأنت على ذلك. أخرجه البخاري ومسلم. وفي لفظ آخر عند مسلم "يكون بعدي، أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم منهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركني ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. إرهاب وفتنة! من جانبه قال الشيخ "عبدالله بن محمد المجماج" -رئيس هيئة محافظة عنيزة- في مثل هذه الأوضاع الراهنة ومحاربة الإرهاب‎ فلقد أخبرنا الله جل وعلا، ورسوله صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة سوف تتعرض لأنواع من الفتن وقد يكون في بعضها خير للمؤمنين: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)، وقال تعالى:(ألم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)، وجاء في صحيح البخاري عنْ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"يُقْبَضُ الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ وَالْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا كَأَنَّه يُرِيدُ الْقَتْلَ" أ.ه، وفي رواية أخرى في البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ"أ.ه. وأضاف "المجماج"، قائلاً: لقد ابتليت الأمة اليوم بفتن عظيمة وأحاطت بها تحديات كبيرة يقف وراءها ممن ينتسب للإسلام والإسلام من فعله براء، فاستباحوا دماء المسلمين وأفسدوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، فشقوا عصا الطاعة وخرجوا على ولي أمرهم وحرفوا في نصوص الكتاب والسنة على غير علم ولا هدى ولا كتاب منير، فهاجت بهم أمواج الفتن وفرح بهم أعداء الإسلام من كفار ومنافقين ومرجفين ممن يكيد لهذه الأمة ويريد تقويض أركانها وبث النزاع والفرقة بين المسلمين. وأشار إلى أن لقادة هذه البلاد -حفظهم الله- وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- وقفة شامخة صارمة في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن ومقدرات هذه البلاد المباركة وحماية مقدسات المسلمين من عبث العابثين، مشيداً بكلمة سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وتحذيره شباب المسلمين من الانخراط في تنظيمات مشبوهة، وخطر ذلك، ودور أولياء الأمور في منعهم بالتعاون مع الجهات المختصة في الدولة. نبذ الغلو والتطرف وأكد الشيخ "عبدالله المجماج" على أهمية لزوم جماعة المسلمين للقضاء على هذه الأفكار الهدامة والعقائد المنحرفة كما أمر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك التمسك بالكتاب والسنة على مفهومها الصحيح البعيد عن الغلو والتطرف، والالتفاف حول ولاة أمرنا وعلمائنا ونبذ كل فكر منحرف والتصدي له والتحذير من تلك المنابع المشبوهة التي تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعية واستغلت من قبل الأعداء لشق صف المجتمع، موضحاً أن مهمة الدفاع عن ديننا وعقيدتنا ووطننا هي مهمة الجميع ولا يعذر في التقصير تجاهها أحد كلن على حسب استطاعته وقدرته وموقعه. صورة بشعة وقال "أحمد السعيد" -المشرف على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأسبق- كلنا سمع كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، كلمة ملك ناصحٍ لشعبه مدرك لأخطار تحيط بالوطن وهي بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين وسماحته، حيث تحدّث بكل شفافية مستخدماً لغة الوضوح والصراحة والشفقة على شباب هذا البلد الكريم، جاعلاً جزءاً من المسؤولية على العلماء والمسؤولين وكافة الشعب في علاج تلك الظاهرة الفكرية التي تنحى منح الغلو والفكر المشدد، مستغرباً كيف يصل الحال إلى جز وقطع للرؤوس بصورة بشعة، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما أنكر على أسامة بن زيد (يا أُسامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَما قَالَ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، قُلْتُ كَانَ مُتَعَوِّذًا؛ فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى تَمَنَّيْتُ أَنّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ)، هنا يضع لنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قاعدة في التعامل الحق مع البشر كلهم في العدل، وأن نأخذ الناس بظاهر أقوالهم وأفعالهم ونكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى. وأضاف ان الغلظة والقسوة والعنف لم تكن منهجاً يتعامل به النبي الكريم في حروبه وغزواته، بل أتت فتوحات الإسلام لنشره بصورة يقبلها الأعداء ويدركوا أنه الدين القويم سماحة ووسطية وبُعداً عن أي انتقام، ولو عدنا لكلمة خادم الحرمين الشريفين وكبار العلماء ممن تحدث عن هذا الفكر المنحرف والتصرفات التي تسيء لصورة الإسلام وسماحته لوجدنا أننا أمام مسؤولية كبيرة في مقاومة هذا الفكر الغالي بفكر وحوار مقنع، وأن على كل فرد من أفراد هذا الوطن الكريم مسؤولية كبرى، من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات ومنسوبي التربية والتعليم وخطباء المساجد، ولعل الأسرة المحضن التربوي الأول يحتاج إلى استشعار هذه الخطورة لهذه الأفكار المنحرفة وخطر الإعلام المنفتح والتواصل الاجتماعي الذي أصبح في متناول الأيدي يجعلنا أمام مهمة تربوية واجتماعية ووطنية، وقبل ذلك ما يمليه علينا ديننا القويم من التناصح وتبيين الفكر الوسطي على ضوء عقيدة هذه البلاد المباركة منذ توحيدها على يدي المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله-. وأشار إلى أن الوطن بحاجة إلى الحوار أكثر من ذي قبل، وتحديداً مع فئة الشباب التي تزيد نسبتها عن 60% من سكان المملكة، وتهيئة فرص عمل تسد فراغهم وحاجتهم وتفتح لهم باباً للمساهمة في بناء وانتماء حقيقي للوطن، والوقوف جنباً إلى جنب مع جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي أقر مجلس أمنائه الجديد خطة نوعية لمعالجة ظاهرة الغلو والإرهاب لعام كامل، وفتح الباب لكل المهتمين للمشاركة في هذا المشروع الوطني الكبير، مؤكداً على أن وطننا بحاجة لكل رأي متزن يدرك ما يحيط بنا من مشكلات وحروب وثورات وفتن وأفكار جانبت الصواب، ووطننا أيضاً بحاجة إلى إظهار كل إيجابية فيه وإلى دعم كل مبادرة تنهض به وبمقدراته، مبيناً أن الجميع في هذا الوطن من رجال أمن وأعين ساهرة على أمنه واستقراره والمحافظة على رخائه ولحمة شعبه مع ولاة أمره -حفظهم الله- ويبعد عنهم كل شر ومكيدة.