رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس بإعلان الاتفاق الأميركي الروسي في جنيف في شأن تدمير الترسانة الكيماوية السورية، معتبراً أنه «تقدم مهم». وقال فابيوس في بيان إن «مشروع الاتفاق يشكل تقدماً مهماً»، موضحاً أن باريس ستأخذ في الاعتبار تقرير خبراء الأمم المتحدة حول الهجوم الكيماوي في 21 آب (أغسطس) الذي يتوقع صدوره غداً «لتحدد موقفها». ووفق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فإن هذا التقرير «سيخلص في شكل دامغ إلى أن السلاح الكيماوي استخدم» في سورية. ولا يخول التفويض الممنوح للمفتشين تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم الكيماوي الذي حمّل الغرب نظام بشار الأسد مسؤوليته. واتفقت روسيا والولايات المتحدة أمس على خطة لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية تمهل دمشق أسبوعاً لتقديم قائمة بهذه الأسلحة، وتنص على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز اللجوء إلى القوة. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي بكين اليوم للقاء نظيره الصيني وانغ يي لاجراء محادثات تتناول أيضاً الأزمة السورية، ثم يلتقي فابيوس نظيريه الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ غداً لمناقشة «مضمون الاتفاق وشروط إقراره ووضعه قيد التطبيق». وبعدها سيزور وزير الخارجية الفرنسي موسكو الثلثاء. إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن 60 في المئة من الفرنسيين غير راضين عن إدارة الرئيس فرنسوا هولاند للأزمة السورية على رغم أنهم يعتبرونه محقاً في التهديد بشن ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ويسجل الرئيس الفرنسي في بلاده نسبة تأييد متدنية مماثلة تقريباً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (35 في المئة)، بينما يتمتع الرئيس الأميركي باراك أوباما بنسبة تأييد 54 في المئة من الأميركيين، وفق الاستطلاع الذي أجرته شبكة «أي تيلي» التلفزيونية وصحيفة «لو باريزيان»، في 12 و13 من الشهر الجاري على عينة من 1049 شخصاً. وكان عدد من المسؤولين السياسيين طالب بإجراء عملية تصويت في البرلمان قبل أي تدخل عسكري في سورية. وأبدى 36 في المئة فقط من الفرنسيين «ارتياحهم» حيال إدارة هولاند للأزمة في سورية. وفي المقابل اعتبر 54 في المئة من الفرنسيين أن فرنسا والولايات المتحدة كانتا «على حق بالتهديد بالتدخل عسكرياً في سورية» مقابل 44 في المئة يرون أنهما أخطأتا. غير أن الفرنسيين يشككون في إمكانية التوصل إلى تسوية للنزاع خلال «الأسابيع أو الأشهر المقبلة»، إذ أكد 54 في المئة أنهم لا يثقون بأن الأسرة الدولية ستتوصل إلى حل. ويتوجه هولاند مساء اليوم إلى الفرنسيين عبر شاشة التلفزيون لمدة عشرين دقيقة يتناول خلالها عدداً من الملفات، لا سيما الملف السوري.