×
محافظة القصيم

الملعب الجوهرة بالمدينة الصحية

صورة الخبر

أكثر الناس لا يستفيدون من تجاربهم حتى يدفعوا غالي الأثمان، أو يفقدوا القدرة على الاستفادة.. التجربة كثيراً ما تكون كالمشط لا يقدم للإنسان إلاّ بعد أن يفقد شعره وتلمع صلعته.. والآباء يحرصون على نقل تجاربهم للأبناء موشحة بالنصيحة والرأي السديد.. بالمقابل يجامل الشباب آباءهم ويتظاهرون بالقبول ولكنهم في الغالب لا يفعلون.. من النادر أن يستفيد الابن من تجارب الأب الناضج.. لابد أن يخوض التجربة بنفسه ليفهم.. وهو لن يتعلم حتى يتألم.. التجارب لا تورّث. ومن غير المجدي كثيراً تقديم النصائح الكثيرة المدعومة بالتجارب للشباب لأن الشباب يحسون أن الزمن تغير، وربما اتهم الشاب أباه بشدة المحافظة والخوف من المخاطرة، فيهمل نصائحه حتى تقع الفأس في الرأس.. ويَحسن بالأب الشيخ ألا يلوم ابنه الشاب على عدم الالتزام التام بنصائحه والاستفادة الكاملة من تجاربه لسبب بسيط، وهو أن الأب لم يستفد حتى جرب، ولم يعرف الحكمة حتى وقع في الأخطاء كثيراً، ولم يتعلم حتى تألم.. هو الآخر لم يكن ينفذ نصائح والده كما يجب.. طبيعة الشباب الجسدية والفكرية والعاطفية تختلف كثيراً عن طبيعة المسن، كما أن الزمن يتغير فعلاً وإن كانت الحكمة صادقة في كل زمان، ولكن من طبيعة الشباب ألا يعيش حكيماً في الغالب إلاّ إذا لم يعش شبابه وشاخ قبل الأوان.. لا تقلقوا على أولادكم.. أحسنوا تربيتهم.. قدموا لهم القدوة الحسنة بالفعل لا القول.. ودعوهم فالحياة أكبر معلم.