×
محافظة القصيم

صحة القصيم توقع غرامات مالية على منسوبيها بإجمالي 34.000 ريال‎

صورة الخبر

كنت قد ذكرت في إشارة عابرة أني تلقيت مداخلات عديدة في أعقاب نشر مقالتي عن الفقيد العزيز حميد الرويثي رحمه الله.. ولست من أؤلئك الذين يمارسون (نبش القبور) كما يحلو لأستاذنا الكبير محمد زيدان رحمة الله عليه أن يقول. صناعة الرجال وتفسيرها الخاطئ: وأستشهد وبالطبع مع الفارق بما قاله شاعر العربية الكبير المتنبي: وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم ولكن تأخذ الآذان منه على قدر القرائح والعلوم وحاشى أن أقصد به هؤلاء الذين فيما يبدو أن حميم العاطفة قد جعلهم ينطلقون في سرعة بالغة إلى العتب واتهامي ضمنا بأني قد أسات إلى الصديق العزيز يرحمه الله.. إن صناعة الرجال امتلأت بها الكتب والمراجع وأبرزها ما جاء فى القرآن الكريم في الخطاب الموجه إلى كليم الله سيدنا موسى عليه السلام (واصطنعتك لنفسي)، (ولتصنع على عيني) ويذكر التاريخ في إطراء وتمجيد لهؤلاء الرجال الذين ذكرهم القرآن مثنيا عليهم وعلى من صنعهم أعني بذلك رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}. هؤلاء الرجال إذا هم من صنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصنع منهم جيلا فريدا فلن تجد في الناس مثله، إنهم الرواحل التي حملت الإسلام إلى العالمين.. روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الناس كالإبل المائة.. لا تكاد تجد فيها راحلة».. فالرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس ويكشف كربهم.. عزيز الوجود كالراحلة في الإبل الكثيرة. إن صناعة الرجال من أعقد ما يمكن.. كثير هم الذين عاشوا على ظهر الأرض ولكن قليل هم الذين خلدهم التاريخ.. فصناعة الرجال ليست بالأمر الهين.. ونعني بذلك أن التدرج فى المسؤولية ينطبق عليه ما جاء في المثل العامي الذي كان كركاتيريا (من مطبخه وطلع باشا) وفيه رمز إلى أن الاستحالة بأن يقفز الإنسان على المراكز المرموقة من غير أن يكون له سند ومعين وبذلك كنت أعني أن الدكتور سليمان السليم وزير التجارة السابق والمشهود له بأنه كان يحترم قدرات زملائه من أبناء هذا الوطن وبفراسته يختار الأجود والأنبل والأصلح ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب وقد كان أبو سامي واحدا من أؤلئك الذين دفعت بهم تطلعاتهم وإمكاناتهم المعنوية والمادية ودماثة الخلق وفطنته الفطرية بأن يتلقفه ذلك الوزير ويوليه اهتمامه وعنايته.. هذه سنة الحياة وسنة الله في خلقه.. من كل ما تقدم يتضح أن قول فلان صنيعة فلان معناه أنه اختاره دون أقرانه فرباه وعلمه حتى تخرج على يديه مؤهلا لما أعده له.. من هنا ومن خلال ما أوردت أرجو أن يكون اللبس قد زال فإني لا أعتب على من عاتبني في هذا الموضوع فأنا ما تصديت للكتابة عن الرويثي إلا حبا وصدقا وإخلاصا وليس من أخلاقياتي أو أي كاتب أن يمدح ويذم في ذات الوقت.. رحم الله الزميل العزيز وتولى برفقه وعنايته ورثته حتى يصلوا إلى ما وصل إليه ويرثوا قدراته التفوقية.. وحسبي الله ونعم الوكيل.