عندما تتوقف عن الكتابة فترة، رغبة في الراحة، أو لاقتناعك بأن الحرف لا يغير شيئا أو حتى بحثا عن ما يستحق الكتابة ! تبدأ الجولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. لتقرأ من يكتب عنك مثلا أو حتى ينافح عن قضاياك أو حتى لترى كيف تفكر الناس ! تصدم بعدها بالعجب العجاب، وتعود لك ذكريات «أليس في بلاد العجائب»، فتسأل أين أثر مسيرة تعليم لمدة عقدين وأكثر! بل أين تأثير البيئة المحافظة التي تنفر من الكلام المقزز والسخرية المريعة ؟ هذا كله تتجاوز عنه إذا علمت أن تويتر هو متنفس لمن لا متنفس له ! ولكن أن تصل الأمور أن تقلب الحقائق جهارا نهارا أمام ناظريك ويستهان بعقلك وتفكيرك هنا تكمن الحسرة على من يرى أن من أمامه مجرد قطيع يحركهم كيفما يشاء ! النظرة السطحية للأمور التي يرى بها البعض قضايا المجتمع ويؤمن أنه فقط من يملك الحق في وضع الحلول بسلطة النصوص التي يعتسفها اعتسافا أو بسلطة شكل خارجي أصبح الآن مريباً للأسف لأن من يتخذه وسيلة قد ظلمه كثيرا، وهذا غيض من فيض لتستمر الرحلة بين صفحة وأخرى في مضارب تويتر التي أضحت لدينا شكلا من أشكال مجالس القبيلة قديما وهذا لايقلل من شأن تلك المجالس أبداً ولكن دعونا نبدأ من النقطة الأولى: لماذا لم يتغير لدينا مستوى التفكير عن أجدادنا الأوائل رغم ما حظينا به واكتسبناه من علوم ومعارف ؟ لماذا نفصل فصلا تاما بين ما نتعلمه وبين ما نمارسه ؟ لماذا يسهل التأثير علينا ؟ هذه الأسئلة وأكثر تصدمك عند أكثر من يشارك في نقاشات على تويتر من كل الأطياف والاتجاهات، فعندما تدخل في نقاش مع مثقف كبير!! وتختلف معه على رؤوس الأشهاد تجده يرميك ببلوك غير عابئ بكلامه الشاعري عن حرية الرأي، وعندما تقرأ ردود سيدة تؤمن بحق المرأة بالمشاركة المجتمعية تجد كلاما أقل ما تقول عنه إنه لا يليق بمن تجعل شعارها الأدب في الحوار مطلب حضاري ! تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي كشف الغطاء عن كثير من سلوكياتنا وأفكارنا وعاداتنا التي نتشدق بها وتسقط في أول منعطف تويتري، أو حتى في حوار ولقاء يجري بين اثنين في طريق، ليعسف كلاهما الحقائق وإن لم يستطع ستكون عبارة «اطلع لي بره» هي الفاصل بين فسطاطين.