وعد المجتمع الدولي خلال مؤتمرعقد امس الاثنين في باريس حول امن العراق بدعم بغداد «بكل الوسائل الضرورية» وبينها العسكرية بمواجهة تنظيم «داعش الإرهابي»، الا انه لم يكشف عن الخطوات العملية التي ينوي اتخاذها لتحقيق هذا الهدف. وفي ختام اجتماع دام 3 ساعات وعقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس كرر المشاركون (27 دولة عربية وغربية وثلاث منظمات دولية) القول إن «داعش تشكل تهديدا للعراق ولمجموع الاسرة الدولية».فيما نقلت وسائل اعلام تركية أن الرئيس التركي أردوغان قال ان الجيش التركي لديه خططا لاحتمال اقامة "منطقة عازلة" على الحدود الجنوبية لمواجهة تهديدات "داعش". وافاد البيان الختامي ان «المشاركين شددوا على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق». وتعهدوا لهذه الغاية «دعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل اللازمة ومن ضمنها تقديم المساعدات العسكرية المناسبة». وسيتم تقديم هذا الدعم «مع احترام القانون الدولي وامن السكان المدنيين» كما جاء في البيان الختامي. وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم افتتحا مؤتمر باريس حول العراق. وقال هولاند «إن معركة العراقيين ضد الارهاب هي معركتنا ايضا. علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة» الى جانب الحكومة العراقية. واضاف «لا وقت نضيعه»، مشددا على «التهديد الارهابي الكبير» الذي يمثله التنظيم ازاء «العراق والمنطقة والعالم». من جهته قال الرئيس العراقي «نطالب بالاستمرار في شن حملات جوية منتظمة ضد مواقع الارهاب وعدم السماح للارهابيين باللجوء الى اي ملاذ آمن وتجفيف منابع تمويلهم ومحاصرتهم بالقوانين التي تحرم التعامل معهم ومنع تدفق المقاتلين». ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على 40% من العراق وعلى ربع الاراضي السورية. لكن المشاركين في الاجتماع امتنعوا عن اعطاء تفاصيل حول طرق صد قوات تنظيم الدولة الاسلامية وعن طريقة التعاطي مع وجود قوات هذا التنظيم في سوريا ايضا. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي «إن ما نحن بصدده اكثر بكثير من مجرد ضربات. لقد عرضت دول عدة مشاركتها والامر يشمل دولا اوروبية وغير اوروبية ودولا في المنطقة (الشرق الاوسط) او خارج المنطقة». بدوره، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين على هامش مؤتمر باريس ان بلاده ستقدم «مساهمة» في الجهود العسكرية الدولية ضد التنظيم المتطرف . ولوحظ ان المشاركين في مؤتمر باريس تجنبوا في البيان الختامي الاشارة الى الوضع في سوريا حيث ان الولايات المتحدة لم تستبعد توسع القصف ليشمل مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد. الا ان هذا الموقف لا يلقى تجاوبا لا من الذين يخشون ان يؤدي هذا الامر الى تعزيز موقع الرئيس السوري بشار الاسد، ولا من حلفاء هذا النظام مثل روسيا وايران بعد ان اكدت واشنطن دعمها للمعارضة السورية المسلحة المعتدلة ورفضت التنسيق مع الاسد في هذه الحملة. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان «الروس معنا ما دام المقصود محاربة الارهاب وبقي الامر محصورا بالعراق». وكانت ايران ابرز الغائبين عن مؤتمر باريس اعتبرت ان تحرك الائتلاف الدولي غير شرعي خصوصا انه يسعى في النهاية الى قلب نظام الاسد. واعرب وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري «عن الاسف لغياب ايران» عن مؤتمر باريس قائلا «لقد شددنا على مشاركة ايران، الا ان القرار ليس في يدنا. ونأسف لغياب ايران عن هذا المؤتمر». ويبدو ان الابواب لن تكون مقفلة تماما مع ايران. وقالت وزارة الخارجية الاميركية إن الولايات المتحدة لن تنسق «عسكريا» مع ايران في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية الا انها تبقى منفتحة امام مواصلة اي «مناقشة دبلوماسية» مع ايران حول هذه المسالة. وفي سوريا، قال مصدر دبلوماسي امس الاثنين إن جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان يجري نقلهم من 4 مواقع ومعسكر واحد على الجانب السوري من الحدود السورية الإسرائيلية بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة.