• «إن اليتم لا يتمثل في فقدان الأم أو الأب، إنما اليتم الحقيقي هو: فقدان الأمل». *** • بهذه العبارات، أعلن مدير جامعة حائل (د. خليل بن إبراهيم الخليل) التزام الجامعة بمقاعد دراسية، مخصصة لأيتام منطقة حائل، ممن أتموا المرحلة الثانوية؛ لإتاحة المجال الدراسي، الذي يتناسب مع رغباتهم، وتخصصاتهم، التي درسوها في المرحلة الثانوية. وعلى حد معلوماتي، قد تكون جامعة حائل، أول جامعة سعودية، تقدم ثقافة اسمها «ثقافة اليتم» يحدو نهجها نحو المستقبل، الذي يطمح فيه الطلبة الأيتام، ويتطلعون إليه، بعيدا عن أجواء: الحيرة، والقلق، والخوف، بل عمل يتوخى مصلحة الإنسان (اليتيم) ليكون جاهزا ، وقويا، وفعالا، في ساحات المجتمع، مودعا حياة اليتم، وعاملا في الاتجاه السليم من خلال التعليم الجامعي، بحس وطني عالٍ، يهدف إلى تعزيز النزعة الإنسانية. *** • لا أدري كم عدد الأيتام الذين التزمت جامعة حائل بقبولهم، ولكن أيا كان العدد، فالعبرة بالكيف لا بالكم، وبالنتائج الإيجابية التي لها أثر بالغ على سلوك الفرد الذاتي والاجتماعي، إذا لا بد من وقفة تأمل، واستيعاب، وفهم، وتفاؤل، وما أسهل على المجتمع السعودي، وقطاع التعليم العالي تحديدا، من أن يستوعب ذلك ويتقبله، وليس من الفطنة والحكمة أن يغمض المرء عينيه، عن قرار جامعة حائل، فالجامعة ــ أي جامعة ــ ينبغي أن تسودها علاقات إنسانية، بصرف النظر عن الفئة الاجتماعية، التي ينتمي إليها الطالب والطالبة. *** • واضح، هنا، أن قرار جامعة حائل نوع من التأسيس لحقوق الإنسان، وكل حق إنساني هو: ثقافة، وحضارة، وحالة طبيعية، واجتماعية، بعيدا عن الفرقة والتنازع، وملبيا لحاجات الحاضر والمستقبل. *** • تعزز جامعة حائل بهذا القرار: القدرات الذاتية، والمهارية، والإبداعية، عند هؤلاء الطلبة الأيتام، وتنمي مواهبهم وهواياتهم، وتشبع حاجاتهم النفسية والاجتماعية، مسجلة الثقل في العملية التعليمية والتربوية، وآمل أن تنحو الجامعات السعودية الأخرى منحى جامعة حائل، حيث توصد أبواب اليتم، وتفتح أبواب الأمل.