•• كانت تتحدث بمرارة فائقة، وهي تقص علي ما تمر به من مواقف غاية في الألم، بل والفجيعة أيضاً. فهي احدى المسؤولات في موقع يوجه طالبات "العمل" أو الوظيفة الى منافذ العمل في بعض المؤسسات الخاصة.. كالمستوصفات أو المستشفيات الخاصة أو حتى في أحد مصانع التمور فتواجه طالبة – العمل – بعدم قبولها هناك.. ليس لكونها لا تحمل مؤهلاً أو علماً أبداً . بل لأن المسؤول عن تلك المؤسسات الموجه إليها طالبة العمل له شرط أساسي في قبولها، وهي على أن لا تكون سوداء أو سمراء البشرة.. على أن لا تكون قصيرة القامة، على أن لا تكون من احدى القبائل المعروفة بالمدينة المنورة.. ويتخذ في بعض هذه الوسائل في عدم قبولهن أيضاً (تضييع) ملفاتهن بعد استخدام كل وسائل "التطفيش" لهن. لقد استمعت الى هذه القصص وأنا غير مصدق، وتساءلت هل وصل الحال لدى بعضنا ممن يتولون مسؤولية تشغيل العمالة الى هذا الحد من – التعصب – الأعمى والعنصرية المقيتة. إن كل هذه الشروط ممكن أن تكون مقبولة إذا ما أراد أن يخطب هذا المسؤول – لابنه – مع أنها شروط غاية في "الجاهلية" فهو يعيش خارج العصر، بل قد أقول خارج تعاليم ديننا الذي ينص أن لا فرق بين أبيض وأسود، وعربي وأعجمي فالناس كأسنان المشط متساوون في الحقوق والواجبات. أعتقد ان بعضكم من يقرأ هذا الكلام قد لا يصدقه، ومعه كل الحق في ذلك، لكن صدق مرارة تلك المسؤولة، وهي تقص هذا الواقع لا تجعلني إلا أن أصدقها.. وعلى المسؤولين في المدينة المنورة الذين يريدون التحقق من ذلك في امكانهم معرفة الحقيقة بقليل من البحث والتحري.. والله المعين.