أعلن موفد الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أطلعه على «الثمن الذي يدفعه لبنان والشعب اللبناني بسبب ما يحصل في المنطقة، ولاسيما في سورية». وتجنب الموفد الدولي، الذي انتقل من دمشق إلى بيروت أمس والتقى سلام زهاء ساعة، الحديث عن نتائج مهمته في العاصمة السورية وعما إذا كان لمس إمكانية لإحياء قرار جنيف لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أنه «مصمم على إيجاد وسائل جديدة وكل الصيغ الممكنة للتخفيف من معاناة الشعب السوري». وقالت مصادر معنية بجولة دي ميستورا لـ «الحياة»، إنه «يأمل بليونة من الجانب السوري نتيجة المحادثات التي أجراها في العاصمة السورية، وإذا كانت هناك إمكانية للتفاؤل فإن الأمر يحتاج إلى متابعة دؤوبة وجهد كبير في ظل الأوضاع المتحركة في المنطقة التي تركز على محاربة الإرهاب وداعش».(للمزيد) وذكرت هذه المصادر أن الموفد الدولي الذي انتقل أمس إلى القاهرة في إطار جولة على دول المنطقة، حرص على الاستفسار عما يمكن أن يساعد في التخفيف من معاناة أزمة النازحين في لبنان، وأن سلام قدم له عرضاً مفصلاً عن التداعيات، لا سيما الأخيرة للأزمة السورية، وخصوصاً أحداث عرسال وما سببته، وخطف العسكريين اللبنانيين، وصولاً إلى أزمة النازحين السوريين وأكلافها على الاقتصاد اللبناني. وعلمت «الحياة» أن سلام طالبه بأن يساهم في الدفع نحو تقديم مساعدات دولية أكثر للدولة اللبنانية لمواجهة هذا العبء، بحيث لا يقتصر التضامن معه على الجانب المعنوي، بل أن يكون مادياً، لا سيما أن رئيس الحكومة سيحضر اجتماع «المجموعة الدولية لدعم لبنان» الذي ينعقد في نيويورك في 27 الجاري. وأوضحت المصادر أن سلام أكد رداً على استفسار دي ميستورا عن الدعم للجيش، أن المملكة العربية السعودية قدمت 4 بلايين دولار لهذا الغرض، وأن دولاً أخرى تساعد، مشيراً إلى الدعم الذي تقدمه الكويت أيضاً في موضوع النازحين. ولمحت المصادر إلى أن سلام طالب الدول الغربية بإجراءات لاستيعاب جزء من النازحين لديها للتخفيف عن لبنان، بعدما شرح له قرار الحكومة الأخير إقامة مخيمات تجريبية لهم في منطقتين حدوديتين، متمنياً أن تساهم الأمم المتحدة في إقامة مخيمات في مناطق حدودية عازلة. وأجرى دي ميستورا محادثاته في بيروت في ظل الإلحاح السوري الذي دأبت دمشق على طرحه في الشهرين الماضيين، مطالبة بالتنسيق بين جيشي البلدين في شأن محاربة الإرهاب، وبين حكومتي البلدين في موضوع النازحين. ولم تستبعد أن يكون المسؤولون السوريون رددوه أمامه. ويزور سلام الدوحة اليوم على رأس وفد وزاري أمني لإجراء محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، تشمل قضايا العسكريين المحتجزين لدى «داعش» و «جبهة النصرة»، والمساعدات القطرية للبنان، والأوضاع في سورية والعراق، ومكافحة الإرهاب في ضوء التحالف الدولي الذي تشكل في جدة الخميس الماضي. وفي إطار الاتصالات اللبنانية في الخارج، أكدت مصادر في العاصمة الفرنسية لـ «الحياة»، أن سلام سيلتقي في نيويورك التي ينتقل إليها في 22 الجاري، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، كما أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الذي يشارك في الاجتماع الدولي الذي تستضيفه باريس غداً من أجل العراق، سيلتقي وزير الخارجية الأميركية جون كيري ليبحث معه الوضع في لبنان في ضوء مشاركته في التحالف الدولي ضد الإرهاب. وتتم هذه الاتصالات في ظل إلحاح دولي على التعجيل في إنهاء الشغور الرئاسي. وترى مصادر ديبلوماسية غربية، أن عدم وجود رئيس يعطل المساعدات للبلد ولو لم يكن للرئيس صلاحيات كبرى، فمثلاً لا تعود الحكومة تحتاج إلى ٢٤ صوتاً لتتخذ قراراً، معتبرة أن انتخاب رئيس قد يشير إلى بداية العودة لوحدة المؤسسات. وقالت إن هناك مثلاً تمويلاً لوكالة التنمية الفرنسية بـ٢٠٠ مليون يورو لا يمكن صرفه لغياب التوقيع الحكومي، كما أن معظم المساعدات تذهب مباشرة إلى الوكالات الدولية، مثل المفوضية العليا للاجئين وغيرها.