×
محافظة مكة المكرمة

عام / محافظ الطائف يفتتح المركز الإعلامي بمركز البهيتة الأمني

صورة الخبر

أي مجموعة تلعب كرة القدم في أي مكان على هذا الكوكب، تفوز في مبارياتها على خصومها بأمرين، الأول منع المنافس من الوصول إلى شباكها، والثاني الوصول المتكرر لشباك المنافسين، مرتين على الأقل في مقابل كل مرة. هذا تبسيط كبير للعبة الشعبية الأولى في العالم يختصر كل هذا الضجيج في أحرف، ولا يلغي أن بين الأمرين الأول والثاني الكثير.. والكثير من العمل، والحاجة إلى أدوات مميزة تعبر إلى الغاية بنجاح. .. منذ أن عرفت أقدام بني البشر، كرة القدم، والسؤال يتردد بصيغ مختلفة: هل نحمي المرمى؟ أم نهاجم المرمى؟، الغايتان السابقتان، تعيدان تراتبية الأشياء في اللعبة بحسب الأهمية، هل مهاجم الفريق أهم أم المدافع أو لاعب الوسط، ويتمدد السؤال من جديد على كنبة الحوار: ما الأهم بالدرجة الأولى، منع الأهداف بالمدافعين، أم التسجيل في المرمى المقابل بالمهاجمين؟، الأمر يبدو للوهلة الأولى مشابها للجدلية التي لا تنتهي، البيضة أم الدجاجة أولا؟. في بداية كرة القدم المحترفة، لم يكن هذا السؤال مزعجا بسبب أن اللعبة لم تعرف بعد، تعقيدات التكتيك والخطط، كانت تقودها الموهبة الفطرية غالبا، وأنّى حلت الموهبة، في مدافع أو مهاجم، فأهلا بها. ومع تطور اللعبة وتحولها من القدرات البدنية فقط، إلى عقل يقود القدرات البدنية ويوظفها وفق مقتضى الحال، أصبح طرح مثل هذا السؤال منطقيا. .. كثير من المدارس الكروية في العالم، جاءت إجاباتها على التساؤل ميدانيا، الإيطاليون يرون أن الأولوية لحماية المرمى، بينما مهاجمة مرمى الخصم تأتي في المرتبة الثانية بالنسبة لهم، ولذلك عرفت الكرة الزرقاء ذات الألقاب المونديالية الأربعة أسماء مدافعين لامعين أكثر من نظيراتها الأُخر، في مقدمتهم باريزي، مالديني، كانافارو. أهم صفات هذه المدرسة هي الحذر. البرازيليون أصحاب النجوم المونديالية الخمس يجيبون على السؤال في الميدان بنسقهم الهجومي العالي، إنهم يقدمون تسجيل الأهداف على حماية المرمى ولذلك كان اللامعون تحت قمصان السامبا الصفراء موكيون بالشق الهجومي بدءا من منتصف الميدان وحتى رأس الحربة والقائمة أطول من أن تعد في مقابل مدافعين تعدهم على اليد الواحدة. وأهم خصائص هذه المدرسة هي المغامرة والمتعة. بين مناصري نظرية الدفاع أولا وأندادهم القائلين بالهجوم، ظهر وسطيون يدعون للكرة الشاملة المتوازنة، ولم تجد تلك المدرسة رواجا، استمرت طوال الحقب الماضية تظهر وتختفي، بسبب كلفتها الميدانية الفنية العالية، إذ من الصعوبة أن يتوافر تسعة لاعبين في فريق واحد ينفذون أدوارا مزدوجة بين الدفاع والهجوم على أكمل وجه، ولذلك بقي أنصار هذه المدرسة هم الأكثر إقناعا نظريا، الأقل تقديما لنماذج ميدانية شاهدة. .. بعيدا عن محترفي كرة القدم -لاعبين ومدربين- تعشق الجماهير، الأهداف، يأسرها مشهد المدورة المجنونة ترتمي في أحضان الشباك وتدعم هذه الرغبة توجهات وتنطيمات المؤسسات الرياضية وأكبرها "فيفا"، التي لا تألو جهدا في سن قوانين داعمة للكرة الهجومية مثل الهدف بهدفين على أرض الخصم، وأفضلية صاحب الأهداف الأكثر، وغيرها، ولأن الجماهير هي الوقود الأول للعبة، وبدونهم اللعبة لا شيء، كان اختيار "فيفا" هذا المسار. في الفترة الأخيرة لم يعد مدربو كرة القدم يهتمون كثيرا بتصدير المتعة للجماهير في مقابل تمسكهم بحماية الشباك، جنوح عقلاني للواقعية، فيه تحجير أحيانا للقدرات الإبداعية لكنه في نتيجته النهائية، يكسب. بعض مدربي كرة القدم يقولون: إذا كان لديك مدافع قيادي ممتاز، ومهاجم نهاز، فالنصر لك، العاملان موجودان هذا الموسم بنسب متفاوتة في فرق الهلال، الشباب والنصر والأهلي. الواقعية الفنية يقودها مدرب الأزرق ريجيكامب، بينما المغامرة موجودة لدى البرتغالي موريس مدرب الشباب، ويتحلى كانيدا وجروس مدربا النصر والأهلي بأسلوب يمزج بين الاثنين. المنافسة ستكون محتدمة بين الأربعة، من سينتصر منهم؟ هو واحد لا يطبق قوالب جامدة بل يتفهم جيدا قدرات فريقه ويختار لها القالب المثالي. من هو؟ بدءا من الجولة السابعة سيتضح المشهد أكثر.