عَرّفت (جمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية) النشاط الجنسي القهري أو (الشّبَق الجنسي) بأنه: استحواذ الأفكار والمشاعر والسلوكيات الجنسية على الإنسان (الذكر والأنثى) فتؤثِّر على صحته وباقي جوانب حياته، وقد ينطوي النشاط الجنسي القهري على تجربة جنسية طبيعية شرعية ممتعة وتصبح هاجساً؛ لكنه (وهنا مربط الفرس) قد ينطوي على خيالات أو نشاطات خارجة عن العرف والقانون أو السلوك الخُلُقي المقبول، فإذا أهمل العلاج فربما أدى إلى تدمير احترام الذات والوظيفة والعلاقات بالآخرين، ومع العلاج والجهد الشخصي يُمكن التحكم في النشاط الجنسي القهري وضبط النفس، وتتباين آراء المختصين في التفسير العلمي للحالة، فهل هذا يُسمى بالنهم الجنسي، أم هو شكل من أشكال الاضطراب الجنسي؟ إلا أن الأطباء فسروا أن المصاب بالنهم الجنسي في حقيقة الأمر ما هو إلا مريض نفسي بنوع من الاضطرابات الجنسية وغالباً ما يدفعه هذا المرض إلى الاندفاع طلباً لمزيد من الاستمتاع، ويقول باحث في علم الاجتماع في معرض حديثه عن المرض وما يؤدي إليه من (الخيانة الزوجية): إنها فوق إنها محرّمة شرعاً؛ فهي سلوك مشين، وإساءة للأبناء ولها آثار وخيمة على تربيتهم، واستخفاف بالعائلة، وحط من كرامة الشريك، وشدّد على أهمية المبادرة بالعلاج؛ لأن مصدر الخيانة حسب العديد من الدراسات يكمن في الكبت أو الاضطراب الجنسي الذي يعاني منه الخائن، وهناك رجال يبحثون عن ما يؤكّد استمرار فحولتهم فينجرفون نحو إقامة علاقات مع عدد من النساء الساقطات فيقعون ضحية الشبق الجنسي، وأمراضه النفسية وتبعاته الأخلاقية الاجتماعية الاقتصادية التي يؤثِّر بعضها على الآخر فتُشكّل دائرة مقلقة ضاغطة على المهووس المغامر جنسياً، فبدلاً من استعراضاته الفحولية و(التميلح) بين أصدقائه بوهم قدراته وعلاقاته بالجنس الآخر، فإذا به فجأة يجد نفسه محاصراً بالخيبات المتتالية أخلاقياً واقتصادياً والانزواء عن المجتمع والفشل الوظيفي، علاوة على ما غفل عنه من الوقوع في أرذل الحرام والسلوك المشين، والصور والأنماط المشاهدة الآن من حالات الابتزاز والخداع من الجنسين تبرهن على وجود أمراض الاضطراب الجنسي الدافع للمغامرة والإصرار لدرجة الإجبار والترصد للضحايا، وساعد على هذا الوسائل الحديثة للتواصل للذين استغلوها لغير أغراضها البريئة التي جُعلت لها أصلاً، كما أن بعض المرضى والمهووسين يستغلون مواقعهم الوظيفية أو العملة للإيقاع بالضحايا من النساء، ولم يسلم الرجال من اصطياد المريضات جنسياً ممن جمعن بين إشباع الرغبة والحصول على أموال الضحية، بل إن منهن من تدّعي حين تشعر بالفشل أو انتهاء المهمة بأن الضحية مبتز لها، وتستثمر أسلوب الستر المتبع تجاه النساء وهو أسلوب يفترض فيه أهل الحسبة أن أكثرية الحالات لنساء مظلومات، وهذه حقيقة غير أن البعض استغلها وهذا أمر طبيعي يحدث في كثير من النظم والإجراءات كلما وُجدت الثغرات المناسبة للعابثين، ومن الأخبار اللافتة أن لجنة من عدة جهات حكومية بإشراف إمارة مكة المكرمة أطاحت بمقيمين يبيعون مثيرات جنسية أمام الحرم الشريف وصادرت آلاف الأصناف جُلّها مغشوشة، فهذا الأمر ومع تزايد حالات الابتزاز الجماعي التي يعلن عنها يومياً وحالات نادرة لأكاديميين ورقاة وموظفين وغيرهم، كلها تؤكّد ضرورة تشريع ناجع.