ما زال دور إدارات العلاقات العامة (Public Relations) والمعروفة اختصاراً بـ PRD يكبر ويتطور، لدرجة أن هناك من خبراء المبيعات المحلية والعالمية من يزعم أن الترويج في الفترة القادمة سيكون معتمداً بشكل رئيس وربما كلّياً على العلاقات العامة.. وهذا يُوضّح قيمة العلاقات العامة وإن كان ينقصه الكثير من الصحة لأن العلاقات العامة تخدم هدفاً ترويجياً مكمّلاً للهدف الترويجي الذي يحققه الإعلان، وباقي عناصر الترويج الأخرى، كما سأوضح لاحقاً. ولقد سمعنا كثيراً عن مصطلح العلاقات العامة بشكله التقليدي في الشركات، أنها من ضمن الوظائف الروتينية خصوصاً في الشركات الكبرى، ويكون متخصصو العلاقات العامة في هذه الشركات دورهم هو إدارة العلاقات بين الشركة وبين العامّة Publics، والأطراف المختلفة المرتبطة بالشركة والتي لها مصلحة معها, وأيضاً يتم تأهيل متخصصي العلاقات العامة في كل شركة ليكونوا صورة لائقة للشركة، لينشروا الأخبار، أو يصححوها، أو ينفوا الإشاعات، أو يكوّنوا علاقات وثيقة مع الأطراف الهامة للشركة مثل حاملي الأسهم، ومثل الموظفين بالشركة، ومثل المنظمات التطوعية والمنظمات الحكومية، والمستثمرين في الشركة... إلخ. وقد جاءت المبيعات لتضع العلاقات العامة بشكل أكثر تنظيماً وفاعلية كعنصر من عناصر الترويج للشركة، وهدف العلاقات العامة في المبيعات هو خلق الثقة والمصداقية في الشركة ومنتجات الشركة.. إذ هناك نوعان من العلاقات العامة، هناك قسم العلاقات العامة التقليدي في الشركات، وهو ما يبني العلاقات ويُظهر صورة الشركة التي يريد أصحابها إظهارها للمجتمع والعامة Publics، وهناك العلاقات العامة التي نعرفها في المبيعات، وهي ذلك العنصر القوي جداً والمؤثر في الترويج للمنتجات، وهدفه هو خلق الثقة في الشركة وما تقدمه. نعود لمن أراد اختزال الترويج في العلاقات العامة.. وجهة نظرك خاطئة لأنك لم تدرك معنى المزيج الترويجي.. كل عنصر في المزيج الترويجي له هدف مختلف ولكنه مكمّل لباقي العناصر، فالإعلان هدفه نشر اسم المنتج، والعلاقات العامة هدفها بناء الثقة والمصداقية في الشركة وخدماتها ومنتجاتها، وهدف البيع الشخصي هو الإقناع، وهدف عروض البيع هو تنشيط وزيادة المبيعات. إن للعلاقات العامة أشكالاً وأدوات كثيرة جداً، لا أستطيع بأي حال سردها في هذه المقالة لكثرتها وتطورها بشكل مستمر وكبير خصوصاً في الآونة الأخيرة، ويكفي أن تعرف أن كثيراً من أشكال وقصص الإبداع التي نراها حولنا في المبيعات المحلية والعالمية يومياً، تدخل في نطاق العلاقات العامة.. ومن أشهر أدوات العلاقات العامة هي الأخبار والقصص عن الشركات ومنتجاتها، وكلما كان الخبر جديداً أو غريباً، كلما تناقلته وكالات الأنباء والإعلام، وهذا ما تعتمد عليه شركات عملاقة، والتي تنتقل أخبارها وأخبار منتجاتها الجديدة قبل أن تنقلها تلك الشركات نفسها من خلال إعلاناتها!، والأحداث الخاصة أيضاً من أشكال العلاقات العامة، والأحداث الخاصة قد تكون بموعد أو مناسبة مثل الاحتفالات والافتتاحات الكبرى أو بدون موعد أو مناسبة، وربما تكون بدائية، ولكنها مفيدة للغاية، هي أسلوب التسويق بالتوصية، ومثال شهير عليها عندما تذهب لصيدلية لشراء دواء، فيدلك الصيدلي على طبيب تفحص عنده، والعكس عندما تذهب للطبيب فيخبرك عن الصيدلية لشراء الدواء منها.. ومن أمثلة أدوات العلاقات العامة كل ما يتعلق بأدوات بناء هويّة الشركة، مثل بطاقات العمل الشخصية، والموقع الإلكتروني للشركة، والزى الرسمي للموظفين إن وجد، ووسائل الانتقال الخاصة بالشركة، والمنشورات الترويجية، كما أن هناك العديد والعديد من أدوات وأسرار العلاقات العامة، لن تكفي مقالة واحدة لسردها، فقط تابعوا وركّزوا في معظم أساليب الترويج الحديثة لتكتشفوا أنها تقع ضمن العلاقات العامة، والهدف دائماً هو الإبداع والفاعلية في الترويج، وخلق صورة قوية وموثوق فيها عن الشركة أو المنشأة المعنية. مشعل بن سحمي القحطاني - الظهران