×
محافظة الباحة

مسؤول يستخدم قارباً رسمياً لـ«التنزه برفقة امرأة» داخل سد وادي العقيق

صورة الخبر

"أبطأت السيارة حتى أصبحت سرعتها بسرعة المرأة، كانت السيارة شفروليه 1960 أما سائقها فكان (مجيد أبوخشم) بعينه نصف المغلقة وشعره الأبيض والسيجارة المعلقة بفمه مع عمود الرماد الذي ينتهي إلى السقوط في حضنه" ( نوفل الجنابي) *** هناك مواقف وقصص طريفة أوردها نوفل الجنابي في كتابه (الحلّة/عاصمة السخرية العراقية المرة وذكرى الساخرين) بعضها مضت عليه عقود وبعضها طازج يحمل عبق الأرض، وفيها مواقف وأحداث تتسم بالطرافة لشخصيات مهمة معروفة عند الخاصة والعامة من حيث المواقع الرسمية أو الشعبية لكونها تتردد على الألسن بحكم مكانتها العملية، ولم يتجنب الرسميين، ففي إشارة صغيرة ترسم نكته ثقيلة الوزن أن صدام حسين في عز تسنمه قمة العراق وتسلطه أنشأ إدارة خاصة تعنى بصوره الرسمية وأطلق عليها اسم (مديرية صور القائد)، ولم يسلم من الجنابي بعض الأدباء والفنانين من ذوي الشهرة الواسعة، حيث يتمثل بقول أنيس فريحة اللبناني:" إن عالما لا ضحك فيه عالم عبوس، وحياة لا مرح فيها ولا ضحك حياة جديبة، فنكهة العيش في الضحك، وأطيب أوقات العمر سويعات نقضيها في الضحك والمرح " وكما هو معروف أن لأنيس فريحة أبحاثاً وكتباً تحمل أفكاراً مستنيرة وتقدمية في العلوم والسياسة والآداب. وعندما يمر الجنابي على ذكر نوادر أو يصف بعض الوقائع ذات الطابع الطريف يكون من بين الضحايا الشاعر عبدالرزاق عبدوالواحد، "ألعيون الراصدة والألسن الصاعدة النازلة دفعت بعضهم للقيام بمحاولات لفك الغرام وحصاره لكن بعض المحاولات غالبا ما أنتهت إلى كارثية، وهذا ماحدث لعبدالرزاق عبدالواحد الشاعر الذي أنزله صدام حسين منزلة تشبه الأولياء والقديسين بعد أن منحه لقب (شاعر الرئيس). أيام الواقعة (أوائل السبعينيات) لم يكن هذا الرجل معروفا إلا بين الوسط المثقف والمتثاقف، فهو شاعر ممن جايلوا بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي وبلند الحيدري ونازك الملائكة. ولأنه شيوعي، عوقب بالنقل إلى الحلّة ليدرّس العربية في ثانويتها. مع الحرب العراقية الإيرانية، تحول الرجل إلى علم في تمجيد صدام حسين في رأسه نار أتت على الدفتر الذي كتب فيه ماضيه السياسي وغير السياسي فالتهمت صفحاته التي كان من بينها الصفحة التي تحكي يوم فضح، وعلى رؤوس الأشهاد في الحلة. أتذكره جيدا، لا لأسباب ثقافية وتعليمية فلم أكن حين كان في الحلّة قد بلغت الاهتمام بالشعر ولم أكن بعمر التعليم الثانوي ليدرسني، أتذكره جيدا لأسباب كحولية صرفة كان نادي المعلمين، وهو المكان الذي يقدم الشراب لأفراد الأسرة التعليمية، وأصدقائهم. بجانب بيتنا تماما، ولم يكن يفصلنا عنه غير بيت واحد، فبعد الساعة الحادية عشرة ليلا تبدأ الفرجة التي تقدمها حلقات المعلمين الذين أتى العرق على استحيائهم، وبقايا تظاهرهم بالكياسة، فانفلتت الخيبات والأوجاع الحسرات قافزة من فوق أسوار أرواحهم المتعبة إلى الشارع مباشرة. عبدالرزاق عبدالواحد كان من أول أبطال فرجة نادي المعلمين في الحلة، لكن همومه لم تكن مثل هموم معلميها، فبالسيارة الخضراء نفسها، اخترق عبدالرزاق بساتين الحلّة ومعه معلمة دفع بها حظها العاثر لموعد غرامي لم تكن تتوقع إلى ماذا سينتهي. بعد أن أسمعها مايسحر من كلام الغرام وأشبعت نظراتها أناقته وربطة عنقه وتشبهه بعبد الحليم حافظ، انحرف بسيارته إلى بستان كثيف مخططا للوصال بعيدا عن العيون الراصدة. ( لها تكملة)