×
محافظة المنطقة الشرقية

الفن السابع.. يحتضر؟!

صورة الخبر

تواطأت رؤى مثقفين وكتاب على أن أسباب الإرهاب تعود إلى فهم خاطئ لتوجيهات الدين، واختلفت قراءة كل منهم للمشهد واقتراح الحلول لخروج المنطقة العربية من بؤر التوتر والصراعات، مؤكدين أن الغلو والتشدد يفرزان الكراهية والأفكار السقيمة التي لا تشبه سماحة الإسلام. في هذا السياق ترى الكاتبة والأكاديمية الدكتورة أميرة كشغري أن الإرهاب ظاهرة ثقافية ترتبط بفكر ونسق وجداني وذلك وفقا لثلاثة معطيات منها، حالة الإحباط التي يعيشها العالم العربي الإسلامي والشعور بالعجز عن تحقيق الإنجازات الحضارية التي يحلم بها والتي تمكنه من مجاراة معطيات الحضارات الأخرى، إضافة إلى حالة العيش في ظل أمجاد الماضي وما يرافقها من شعور بالغربة والاستعلاء على الآخر في ظل واقع مترد لا يمت لهذه الأحلام بصلة قربى. وأضافت، في ظل هذه العزلة الفكرية حرمت شريحة من المجتمع من التشرب بمبدأ أن الكمال لله وحده وأن أيا من البشر لا يملك الحقيقة المطلقة، وبالتالي حرمتها من سعة القبول بالآخر المختلف زد على ذلك حالة الخطاب الديني المتشدد والذي حل محل الخطاب الديني السمح والذي يحمل بذور العنف والكراهية ويسعى لتأصيلها وشرعنتها ضد الآخر مما يولد مزيدا من الكراهية والنقمة ويساعد في خلق بيئة حاضنة للعنف والإرهاب، مؤكدة أن هذه المعطيات الثلاثة تمثل نسقا يسهل من تماهي الإرهاب بالفكر وبالثقافة الإنسانية، ويطمس معالم الحدود بينهما كما يخلق الشخصية القابلة لممارسة العنف بكل أشكاله ابتداء من القول إلى الفعل. من جانبه يذهب الخبير الاستراتيجي عمرو العامري إلى أن الإرهاب صناعة دول مثلما هو صنيعة أفراد وربما تكتوي الدول التي صنعته بناره الآن أو مستقبلا، مرجعا الإرهاب إلى توظيف قدرات شباب في الصراعات السياسية والمعارك الأيديولوجية، واصفا بعض الدول بأنها نجحت في إخراج الجني من القمقم واستخدامه وتسخيره لأهدافها وأجنداتها السياسية لكنها فشلت في إعادته للقمقم مرة أخرى كونها لا يريد أن يعود. وأضاف، أن بعض علماء المسلمين أسهموا في صناعة هذه المجموعات بالتحريض على التكفير والكراهية بدلا من التقريب وتجسير الهوة دون إدراك منهم للنتائج وتحويل كل نزاع سياسي أو اقتصادي على أنه «مظلومية» للإسلام والمسلمين، محملا هذا الشحن مسؤولية إفراز أجيال لا ترى في الآخر إلا عدوا متربصا، ومؤملا في نفس الوقت أن تحل دولة العقد الاجتماعي والمؤسسات المدنية في الحد من انتشار مظاهر الإسلام العدائية الذي شوهه أصحاب الضلالات، ودعا إلى البحث عن حلول بدلا من ترويع الناس والإسهام أكثر في تكريس هذه الخطر. فيما يؤكد أستاذ علم النفس في جامعة الطائف الدكتور علي الزهراني بقوله «إننا في بلد تصل نسبة الشباب فيه إلى 70 في المائة، مبديا طموحاته في إيجاد خطة واضحة وصريحة لاحتواء الشباب والتي من أولوياتها من وجهة نظره الشخصيه إطلاق وزارة للشباب تكون معنية بالشباب وهمومهم بوضع الخطط القريبة والبعيدة المدى لاحتوائهم. وأضاف، أرى أنه بات لزاما حماية المجتمع من انفلات طاقات بعض الشباب والتي يفجرونها في مشارب مختلفة كتفحيط وعنف، مشيرا إلى أن أنسب طريقة لامتصاص طاقاتهم تتمثل في التوسع بالأندية الرياضيه بالأحياء وزيادة بيوت الشباب وزيادة الجمعيات التطوعية وإحياء القدوات الصالحة. من جانبه يرى الكاتب والمحلل الثقافي شايع الوقيان أن الإرهاب المتواتر في الشرق العربي ليس وليد اللحظة، وتناميه اليوم ليس أمرا مستغربا كون الإرهاب في منطقتنا مثل الموجة تتمدد حينا وتنحسر حينا آخر، لافتا إلى أن المنطقة تموج بالعنف وأنه يجب تجفيف مصادر تمويل الإرهاب. وأبدى الكاتب والخبير الأمني الدكتور عبدالله الكعيد تعجبه من السؤال عن صناعة الارهاب، وقال ليس صانعا واحدا بل صناع كثر وعناصر مسببة أكثر. وأضاف أن الإشكالية أنه في الغالب لا تصل يد الإرهاب المتوحشة للخصم المعين مباشرة بل تصيب الأبرياء ومن لا ناقة لهم ولا جمل في النزاع مابين الأطراف ومنهم مثلا ضحايا الصدفة أولئك الذين رمتهم الأقدار ليكونوا في مرمى الإرهاب كركاب الطائرات أو عابري السبيل أو المختطفين من المدنيين كرهائن أو الدروع البشرية من غير علم وغيرهم، ولا ننسى المفجوعين من الآباء والأمهات الذين صعقوا بكونهم من ربى إرهابيا أو أكثر دون قصد ولا علم.