الجزيرة - المحليات: أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، أن المسجد له أهمية كبرى في الإسلام، وله دور في حياة المسلم، فهو مكان للعبادة، وطلب العلم، ومنبر للدعوة إلى الله، وتوجيه الناس إلى الخير والصلاح، وأن خطبة الجمعة التي تُلقى من على منبر المسجد تلعب دوراً إصلاحياً مهماً في حياة المسلمين، وتحقّق أهدافاً ومقاصد مهمة في سبيل التربية والتوجيه والإصلاح. جاء ذلك في كلمة لسماحته بمناسبة ملتقى (دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية)، الذي ينظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالرياض بالتعاون مع إمارة منطقة الرياض. وفيما يأتي نص الكلمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: فإن المسجد له أهمية كبرى في الإسلام، وله دور في حياة المسلم؛ فهو مكان للعبادة وطلب العلم، ومنبر للدعوة إلى الله، وتوجيه الناس إلى الخير والصلاح. فالمسجد في المجتمع المسلم يؤدي رسالتين مهمتين: الرسالة الأولى تحقيق العبودية الخالصة لله - عز وجل - فهو بيت من بيوت الله - عز وجل - فقد أضافه إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم، فقال سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّه فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّه أَحَدًا}، ورغب سبحانه في بناء المساجد وعمارتها، وأخبر أن عمارها المؤمنون بالله واليوم الآخر. قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّه مَنْ آمن بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ}. فالمساجد في الإسلام دور عبادة وذكر وتضرع وخضوع لله سبحانه، ومواضع تسبيح وابتهال وتذلل بين يدي الله سبحانه، ورغبة فيما عنده من الأجر الكبير، ومدرسة لتعليم كتاب الله وترتيله وحفظه، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّه أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه يُسَبِّحُ لَه فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ...}. ونظراً لأهمية هذا الجانب من رسالة المسجد أوجب الإسلام أداء الصلاة المفروضة جماعة في المسجد، وجعل لمرتادي المساجد فضلاً كبيراً ومنزلة عالية، فكل خطوة إلى المسجد ترفع درجة، وأخرى تحطّ خطيئة، وجعل ارتياد المساجد من علامات الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان» فإن الله قال: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّه مَنْ آمن بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ}، وجعل المسلم الذي قلبه معلق بالمساجد ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. ومن عطّل المسجد من هذه الرسالة، ومنع الناس من ذكر الله فيه كان من أظلم الناس، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّه أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْي وَلَهُمْ فِي الآخِرَة عَذَابٌ عَظِيمٌ}. أما الرسالة الثانية التي يؤديها المسجد فهي أنه منبر للخطابة يوم الجمعة. ولا يخفى ما لخطبة الجمعة من تأثير كبير في الناس وفي أفراد المجتمع المسلم؛ فإن خطبة الجمعة التي تُلقى من على منبر المسجد تلعب دوراً إصلاحياً مهماً في حياة المسلمين، وتحقّق أهدافاً ومقاصد مهمة في سبيل التربية والتوجيه والإصلاح. فمن تلك الأهداف التي تحققها خطبة الجمعة: إحياء القلوب بالوعظ والتذكير بالله تعالى وبحسابه وجزائه في الآخرة، والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم المسلمين أمور دينهم من كتاب الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم.