نجح الغرب في تحويل الحديد إلى ذهب، والبلاستيك الرخيص إلى فضة والنفط الخام إلى ثروة، والطين إلى نوع من البلاط الثمين الصغير الذي يباع في أسواقنا بأغلى الأثمان، وهو مستخرج من التراب الذي يملأ العالم العربي.. كما نجح الغرب ذاته في تحويل الأعشاب التي تنتشر في صحارينا بل وتؤذينا في حدائقنا المنزلية إلى أدوية تباع بأسعار ولا في الخيال، والأمثلة كثيرة على قدرة الغرب الهائلة على تحويل ما يلمسه البحث العلمي والابتكار إلى ذهب ولو كان أصله من حديد أو تراب.. في معظم العالم العربي لدينا قيمة مضافة من نوع آخر، بأن نضيف الماء إلى الحليب، والسكر إلى العسل، والملح مع الماء إلى زيادة أوزان الغنم، والتحايل على الأنظمة والقوانين بتطويعها للحصول على قيمة مضافة عالية تسمى (الرشوة) أو (الاكرامية) أو (دهن السير حتى يسير).. والأمثلة على القيم المضافة في عالمنا العربي أكثر من ان تحصر والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ومن أشهرها الآن رفع قيم أسهم الشركات المتعثرة الخاسرة إلى السماء وتحقيق ثروات مضافة لقلة على حساب أموال مضاعفة لكثرة.. للإنصاف يوجد لدينا شركات استطاعت الاستفادة من القيمة المضافة بشكل حقيقي نافع لها وللبشرية ولاقتصاد الوطن، ولكنها قليلة.. والسبب هو الاستهانة بالبحث العلمي وعدم حفظ حقوق المبدعين وثقافة الغش والكسب السريع وما لم نحترم العلم والعلماء فلن تقوم لنا قائمة.