لكل وزير فلسفة إداريَّة في إدارة قطاعه، لكن هناك ثقافة إداريَّة واحدة يتبعها معظم الوزراء وهو ما يعرف: مركزية ديوان الوزارة، والتي تأتي دائمًا على حساب الأطراف. بحيث يكثف في المركز أو ديوان الوزارة بأفضل الطاقات والقياديين والمؤهلين، أما الأطراف فهي إدارة محليَّة محدودة بلا إمكانات مهنية وفنيَّة. وزير النقل د.جبارة الصريصري كسر رتابة العمل الإداري الرتيب أو الأداء البيروقراطي السلبي الممارس في العديد من الوزارات من تأخير في المعاملات وتعطيل المصالح بحجة أن المعاملات وصلت إلى المركز ناقصة ولم تستوف شروطها وملاحظاتها مما يطول وقت المعاملة لتصل إلى السنوات. وزير النقل عندما طالت المشكلات في منطقة جازان اتّخذ قرارًا إنسانيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا عاجلاً، لمعالجة نواقص المعاملات ونقص المُوظَّفين الإداريين والمهندسين في إدارة الطرق بجازان فأرسل فريق عمل لمدة شهرين فريق إسعاف وطوارئ لإِنْجاز المعاملات ومعالجة أمور عالقة من سنوات تخص نزع الملكيات وفتح الطرق وصرف حقوق مواطنين ومؤسسات معلقة من زمن. شكل فريق عمل في جازان لمدة شهرين يضم: مدير عام الماليَّة ومُوظَّفين في الدِّراسات والتصميم والإشراف و(9) مساحين و(3) مهندسين، و(5) محاسبين؛ من أجل حصر جميع معاملات الاستملاك في المنطقة وتطبيق صكوك الملكية على الطبيعيَّة، وحصر المساحات المقتطعة بالدِّقة. فقد تجاوز الوزير جبارة الصريصري عمل المكاتب المعزول عن الواقع وتحميل إدارة النقل في جازان اللُّوم والعتاب، ثمَّ التقريع والتحقيق والخصم، إنما فعل الخطوة الصحيحة بإرسال فريق إداري وهندسي لإِنْجاز المعاملات المتأخِّرة التي تقف إجراءات بسيطة من صرفها، وكسر الوزير حاجز الروتين السلبي الذي يجعل من هم بالأطراف منزوعي الصلاحية في استكمال الإجراءات وأن القرارات مسندة جميعها للإدارة المركز، وبهذا العمل يحقِّق وزير النقل أهدافًا عدَّة هي: أولاً: الجانب الإِنساني، ويتمثَّل في صرف حقوق مواطنين نزعت أملاكهم لصالح الطرق قد تصل عشر سنوات فلا هم استفادوا من الأرض في العقار والمتاجرة ولا تَمَّ تعويضهم. ثانيًا: الجانب الاقتصادي، حيث حرَّمت الأراضي والعقارات المعطلة بنزع الملكيات من النموِّ والتطوّر خلال فترة الانتعاش الاقتصادي، ولم تستفد من ربط شبكة النقل لخدمة الأغراض التجاريَّة. ثالثًا: الجانب الاجتماعي، كان بالإمكان أن تحدث تلك الطرق لو نفذت تواصلاً اجتماعيًّا وتداخلاً سكانيًّا عبر الطرق ونقل للبضائع والحركة السكانية لكن تعطلها حال دون التواصل الاجتماعي والحضاري بين السكان. وزارة النقل تحدث بادرة وآليات عمل جديدة لبعض القطاعات التي مازالت غارقة بالتقريع والتحقيقات والضحية المواطن والمصالح العامَّة.