×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير «الشرقية» يدعو لتحسين أسعار التمور والحفاظ على جودة المنتج

صورة الخبر

من بوابة التاريخ الأولى حتى آخر المستقبل تتمدّد الرؤى بتمدّد الزمن وتتعصرنُ الأحلام وفقاً للعمل الجاد على تحقيقها.. قبل أيام قلائل انطلق سوق عكاظ في حياته الجديدة للمرة السابعة يحمل على ظهره مؤونة التاريخ وصناعته معاً.. فلم يعد هذا السوق (وقوفاً على طلل) كما كان المكان عند أجدادنا الجاهلين.. إنه وقوفٌ بأمل واستعادة بمجد، وفخرٌ بذاكرة.. هذه الرؤيا العميقة والمتطورة عاما وراء عام وأعني بها صناعة تاريخٍ موازٍ يتمدّد بتمدّد الأحلام والعمل على استثمار كل شيء من كل شيء.. تحاول جاهدةً أن تصنع تفرّداً للغد وذاكرة أخرى قادرة على إنتاج الإبداع بذات قدرتها على الاحتفاظ به، وهي لم تكن لولا وعي عميق بأهمية مثل هذا الحدث، لا من خلال عمقه التاريخي حينما جاء كأول مظهر ثقافي جمعيٍ للعرب فحسب.. بل من خلال تأصيله كمنبر للحضارة العربية ينطلق منه الغد بحضارة أخرى موازية تناظر التاريخ وتتعامد معه تماماً كما انطلق منه الأمس الذي نتذاكره وعداً زمنيا ونهيئ له جغرافية المكان لنحفظ حقه في البدايات. وقفتُ كثيراً عند مظاهر تَذاكرَتها الأخبار هذا العام وكانت تشي بالكثير من هذه الرؤيا العميقة، منها مثلاً ما ذكر من أن ممرات السوق تضاء ليلاً بالطاقة الشمسية وهي إحدى بدائل الغد، وفي تنفيذها في موقع الأمس ما يوحي بهذا التمدد العميق في صناعة الحضارة وفق منهجٍ تاريخي جعل من الماضي رحماً خصباً لحضارة تَستلهِمُ الماضي مستقبلاً، والحاضر استشرافاً دون أن تغفل ماكان في ذمّة التاريخ من منجزٍ له عصره وأدواته وقيمته. على أنني قبل أن أغادر هذا الاستيعاب الذي أحببته لرؤيا عكاظ المستقبل عليّ أن أشيد بشمولية استلهام سوق عكاظ كملتقى ثقافي عربي طغى عليه الشعر في تاريخنا القديم بسبب ذاكرتنا الشعرية الصرفة التي حملت وتحمّلت كل شيء حتى التاريخ، وخلصنا في النهاية وفق رؤيا شمولية إلى أنه أكثر من قصيدة وأوسع من خيمة وأكثر من نابغة، فتنوعت مناشطه وتعددت مجالاته وكثر مبدعوه.. ولم يتبقّ إلا أن نأخذه إلى العالمية حينما تتظافر الشؤون الثقافية في كل بلدان العرب لنقله من حيز المكان والتاريخ إلى فضاء الحضارة الإنسانية دون أن يفقد هويّته أو مكانه أو حتى المؤمنين به كملتقى ثقافي عربي أول..!