وأحدهم الرافض الذي يرفض أي شيء ولا يقنعه شيء سوى ما يراه هو حسب علمه القاصر وفكره المشوش، وتعال نتابع مسيرة تلك الاعتراضات الرافضة لكل إنجاز، وهي اعتراضات تتداول في ردهات المجالس الأخوية التي يفرض منها التآلف والتعارف وطرح الآراء المفيدة للنقاش، إلا أن بعض إخواننا الرافضين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب كما في المثل الذي أطلق من زمن لا يعلمه الا الله متى وأين وما سببه، حاولت العثور على ما يحدد الفترة الزمنية التي أطلق منها هذا المثل الذي يعطي تصورا عما تختزنه أنفس أولئك الرافضين من محدودية الاستيعاب، لغير ما يريدون هم فقط مع إلغاء الآخر الذي جد واجتهد وبذل من نفسه وماله بما يعود على الوطن والمواطن بالنفع العام الذي يرجوه كل مخلص. فإذا أرادت الأمانة مثلاً أن تخلص الشوارع من المطبات والحفر وسوء معالجة الأسفلت، فإن ذلك يترتب عليه إغلاق الشوارع والطرق المستهدفة بالإصلاح، وعليك أن تسمع الاحتجاجات على غلق الطرق والشوارع الرئيسية لاستكمال أعمال الإصلاح.. وإذا قامت وزارة الصحة بحملات لمكافحة الأوبئة ووضعت بعض القيود على المواطنين، حرصاً على سلامتهم وسلامة أسرهم من العدوى سينطلق النقد وعدم الرضا؛ لأن في ذلك مضيعة لأوقات المواطنين وانشغالهم بلا مبرر .. وعندما قامت وزارة العمل برفع مظلة السعودة بعد أن كثر الضجيج والشكوى من البطالة التي يعاني منها الوطن لإعطاء الشباب حقهم في الحياة، وفي المشاركة في بناء الوطن لم تجد تلك الأولويات ترحيباً ولا تعاوناً بعد ما نالها من نقد واتهامات، بمحاولة التخفيف من المسؤوليات ولعل أغرب سلاح الرفض هو المقارنة بين بلادنا وبعض البلدان المجاورة التي لا تسد مساحتها جزءاً من أصغر مدينة لدينا. وهكذا في كل شأن من شؤون حياتنا العملية والاجتماعية لن يفوت أي إجراء أو عمل تقصد به المصلحة، سيكون خيراً من الماضي بكثير، ويجدر في هذه الحال الشكر والإشادة بكل تلك المنجزات، بدلاً عن السخط الذي يبدي المساوئ والنواقص والاتهام بالتلاعب وعدم الاهتمام بالمسؤولية. ان أبواب العمل كثيرة امام المسؤولين لكن أبواب الانتقاد والاتهام أكثر بكثير من الإصلاح، مهما اجتهد المجتهدون وجد المخلصون في إصلاح بعض أسباب الشكوى، والتذمر الذي يدور في بعض المجالس التي يؤمها هؤلاء الرافضون الذين لا يملكون عيناً للرضا تقنع بالصجيج من الأقوال والأعمال، ولذلك فهم دائماً يرفضون ولا يقتنعون بما هو مقنع، ولا يؤمنون بسلامة المقصد وحسن الاستجابة لطلبات المواطنين، ولو أنهم قاموا بالمقارنة الجادة بين الماضي وما فيه من نواقص والحاضر الذي أمسك زمام المبادرة في كل شأن من شؤون الحياة، التي تهم المواطنين جميعاً فسيجد فسحة من الاعتراف بالفضل، وان الله العزيز الحكيم هو الذي وضع زمام امور الدولة ومصالح الأمة بأيد أمينة، تهمها مصلحة الوطن والمواطن وآمل خير ما عبر به في هذا المجال هو قول ابي الطيب المتنبي: عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا ان وطننا اليوم يشهد نهضة في كل شعبة من شعب الاصلاح تستحق التقدير والشكر للمسؤولين وإعطاء عن رضا حقهم من قول الحق وشكر الفعل.